نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[111] الشريف أبو الحسن علي بن الإمام أبي محمد

صفحة 404 - الجزء 2

  فما روضة من رياض الحزون ... تروق العيون بأفنانها

  نأت دار ليلى فهذي العيون ... تروّى العيون بتهتانها

  فدع عنك ليلى وأيّامها ... وهيهات شأنك من شانها

  فما لك منها سوى غلّة ... تقلقل أحشاء ضمآنها

  تنيلك منزور معروفها ... على المطل منها وليّانها

  أنا ابن النبوة عند الفخار ... وابن البواهر برهانها

  نماني الوصي وجدّي النبيّ ... وفاطم أفضل نسوانها

  لنا ذروة المجد قد تعلمون ... بأعراقها وبأغصانها

  ومنّا الفوارس يوم الهياج ... والطاعنون بمرّانها

  ولما أصبنا بشيخ العشير ... ة وابن جلاها ومنّانها

  نصبنا لهم مدرها في الخطوب ... يردّ الأمور لأبّانها

  جلا حلة تستدير الرجال ... ويقضي فوارج أديانها

  كأن نوافذ آرائه ... صوائب عن بيض مرنانها

  فبات ينابذ آراؤه ... ويبلو معاذير عيدانها

  يقلّب قلبا له همّة ... تجوز السماء بأعنانها

  فلما تأمّل أسبابه ... وابصر فرصة أمكانها

  نحا حبل الديلمي المنيف ... يدعو إلى اللّه رحمانها

  يبوح بأسراره معلنا ... لأشياخها ولشبّانها

  فتابعه منهم عصبة ... كأسد العرين بخفّانها

  وشمر في نصره، ذو الوفا ... جستانها وابن جستانها⁣(⁣١)

  قيالا لكلّ حزون العدا ... حتى تملّ بأضعانها

  يطيل ويطوي لها بشره ... ويدني لها نشر أكفانها

  فمالت عساكرنا كالأذى ... يصوّبها رحب قيعانها

  كأنّ الرجال بأرماحها ... نواضخ نشقى بأشطانها

  فقل للأولى جهلوا حربنا ... اتتكم شماطيط سرعانها

  إلى أن نقيم لكم سوقها ... ونصليكم حرّ نيرانها


(١) الجستان: سمة لملك الديلم وطبرستان.