نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[112] أبو الحسن علي بن عبد الله بن وصيف الحلا

صفحة 407 - الجزء 2

  يلذع الناس إذ تعق ... رب لدغ العقارب⁣(⁣١)

  وقال ابن خلكان: أن أبا الحسن الناشئ المذكور خرج إلى الكوفة سنة ٣٢٥ وأملى من شعره بجامعها، وكان أبو الطيب المتنبّي يحضر حلقته وهو صبيّ، فكتب من إملائه لنفسه من قصيدة يمدح بها أمير المؤمنين كرم اللّه وجهه في الجنّة:

  كأن سنان ذابله ضمير ... فليس عن القلوب له ذهاب

  وصارمه كبيعته بخمّ ... معاقدها من الخلق الرقاب⁣(⁣٢)

  فأخذه المتنبي فقال في مديح سيف الدولة بن حمدان:

  كأن الهام في الهيجا عيون ... وقد طبعت سيوفك من رقاد

  وقد صغن الأسنّة من هموم ... فما يخطرن إلّا في فؤادي⁣(⁣٣)

  قلت: لكن متانة شعر الناشئ وأنه السابق فضحت المتنبي وأول قصيدة الناشئ:

  بآل محمّد عرف الصّواب ... وفي أبياتهم نزل الكتاب

  وهم حجج الإله على البرابا ... بهم وبجدّهم لا يستراب

  ولا سيما أبو حسن عليّا ... له في المجد مرتبة تهاب

  طعام حسامه مهج الأعادي ... وفيض دم الرقاب له شراب⁣(⁣٤)

  وبعد البيتين المذكورين:

  هو البكاء في المحراب ليلا ... هو الضحاك إن جدّ الضراب

  هو النبأ العظيم وفلك نوح ... وباب اللّه وانقطع الخطاب

  والعامة تنسب هذه الأبيات إلى عمرو بن العاص، ويقولون: إنه قالها لمّا عزله معاوية عن مصر وهو من أفحش غلطهم.

  وكان الناشئ أحد شعراء سيف الدولة، ولمّا عزم على مفارقته من حلب وقد غمره بإحسانه كتب إليه يودّعه:


(١) يتيمة الدهر ١/ ٢٣٣.

(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠.

(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣٧٠.

(٤) معجم الأدباء ١٣/ ٢٩٠ وفيه البيت الأول فقط، وبيتيين غيره كاملة في الغدير ٤/ ٢٥ - ٢٧.