أودّع لا إني أودّع طائعا ... وأعطى بكرهي الدهر ما كنت مانعا

  وأرجع لا ألقى سوى الوجد صاحبا ... لنفسي إن ألفيت بالنفس راجعا

  تحملت عنّا بالصنائع والعلا ... فنستودع اللّه العلا والصنائعا

  رعاك الذي يرعى بسيفك دينه ... ولقّاك روض العيش أخضر يانعا⁣^(⁣١)

  ومن حرّ شعره وحكمته:

  إنّي ليهجرني الصديق تجنبا ... فأريه أنّ لهجره أسبابا

  وأخاف أن عاتبته أغريته ... فأرى له ترك العتاب عتابا

  وإذا بليت بجاهل متغافل ... يدعو المحال من الأمور صوابا

  أوليته منّي السكوت وربّما ... كان السكوت عن الجواب جوابا⁣^(⁣٢)

  وأورد له الثعالبي أيضا ثم أوردها لأبي محمد المنجّم [من المتقارب]:

  إذا لم تنل همم الأكرمين ... وسعيهم وادعا فاغترب

  فكم دعة أتعبت أهلها ... وكم راحة نتجت من تعب⁣^(⁣٣)

  وذكر ابن خلكان أنه ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين وتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة ببغداد⁣^(⁣٤)، ¦.

  * * *

  والناشئ الكبير هو أبو العباس عبد اللّه بن محمد الأنباري المعروف بابن سرشير الشاعر المشهور⁣^(⁣٥)، وكان من أئمة الكلام في مذهب المعتزلة والمنطق

(١) يتيمة الدهر ١/ ٢٣٢، وفيات الأعيان ٣/ ٣٧٠، كاملة في ديوانه ٢ - ٣.

(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٧٠ - ٣٧١.

(٣) يتيمة الدهر ١/ ٢٣٢ له، وفي ٣/ ٣٩١ لأبي محمد المنجم.

(٤) وفيات الأعيان ٣/ ٣٧١.

(٥) مرّت ترجمته بهامش سابق، له ديوان شعر حققه الأستاذ هلال ناجي في مجلة المورد البغدادية مج ١١/ ١٩٨٢ ع ١ وما بعده.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٣/ ٩١ - ٩٣، النجوم الزاهرة ٣/ ١٥٨، طبقات الشعراء ٤١٧، مروج الذهب ٣/ ٤٥٣، العبر للذهبي ٢/ ٩٥، تاريخ بغداد ١٠/ ٩٣، المنتظم ٦/ ٥٧، الأنساب ٥٥١، شذرات الذهب ٢/ ٢١٤، إنباه الرواة ٥/ ٢ / ١٢٨، البداية والنهاية ١١/ ١٠١، هدية العارفين ٤٤٢، مقدمة ديوانه بقلم المحقق هلال ناجي.