[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله
  رأت رجلا بين الركاب ضجيعه ... سلاح ويعبوب فباتت تجانبه(١)
  تصد وتستحيي وتعلم أنّه ... كريم فتدنو نحوه وتلاعبه
  فسلّأنا عنها ولم نقل قربها ... ولم تقلنا خطب شديد تراكبه
  عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر ... إذا اشتبكت أنيابه ومخالبه(٢)
  لو كان قائل هذه الأبيات غير الإمام أبي الحسن وكانت الكاف في كريم للتشبيه لحسن موقعها، وكانت الحجة في الدنوّ والملاعبة لها واضحة.
  وأحسن ما سمعت في سبك هذا المعنى قول الأديب جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المصري في استهلال قصيدة:
  صيّرني في كلّ واد أهيم ... من خطّ قلبي عنه هاء وميم
  مبخّل يشبه ريم الفلا ... وأطول شجوي من بخيل كريم(٣)
  وإنّما أخذه من قول علاء الدين الوداعي - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٤) - وكان متسلّطا عليه:
  ما كنت أوّل سائل(٥) محروم ... من باخل بادي النضار كريم
  وأخذ المعنى الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي(٦) في المجون يخاطب واسعة وتخاطبه:
  قالت وقد أدخلت أيري جاهدا ... كالخيط وسط البير إذ تلقيه
(١) اليعبوب: الفرس السريع الطويل (القاموس).
(٢) مقاتل الطالبيين / ٣١٦.
(٣) كاملة في ديوان ابن نباته المصري / ٤٣٦.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ١٢٣.
(٥) في هامش الأصل: «عاشق».
(٦) هو صلاح الدين خليل بن الأمير أيبك بن عبد اللّه الألبكي الصفدي. ولد سنة ٦٩٦ وقيل ٦٩٧ هـ. كان أديبا كاتبا شاعرا. له مصنفات كثيرة، يقال أنها بلغت (٢٠٠) مجلدا، منها: الغيث المسجم في شرح لأمية العجم، ونصرة الثائر على المثل السائر، ونكت الهميان في نكت العميان، والشعور بالعور، وأهمها الوافي بالوفيات في نحو خمسين مجلدا، لا تزال بعض أجزائه مفقودة. توفي بدمشق سنة ٧٦٤ هـ.
ترجمته في: تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٣/ ١٧٤، البدر الطالع ١/ ٢٣٤ النجوم الزاهرة ١١/ ١٩، شذرات الذهب ٦/ ٢٠٠، حديقة الأفراح / ٨٥، أنوار الربيع ١ / هـ ١٢٦.