نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله

صفحة 102 - الجزء 1

  قد عشت⁣(⁣١) في كسّ كبير قلت ما ... كذبت لأن الكاف للتشبيه

  وأخذت أنا هذا المعنيّ حيث وجدت السعة فقلت من قصيدة:

  ودون الرمل من غربيّ حزوى ... نخيل وهو في غيد كريم

  ونسب السيد الأمير أبو الحسن إسماعيل بن محمد⁣(⁣٢) في سمط اللآل هذه الأبيات للإمام إبراهيم بن عبد اللّه يرثي بها أخاه محمدا:

  سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا ... فإن بها ما يدرك الطالب الوترا

  وإنا أناس لا تفيض دموعنا ... على هالك منّا وإن قصم الظهرا

  ولست كمن يحكي أخاه بعبرة ... يعصّرها من جفن مقلته عصرا

  ولكننا نشفي الفؤاد بغارة ... ونلهب في قطري كتائبها جمرا

  وقد وهم في نسبتها إليه، وإنّما هي لدريد بن الصمّة⁣(⁣٣) يرثي بها أخاه عبد اللّه، أو لعمرو بن معدي كرب فارس اليمانية⁣(⁣٤) كما ذكر أبو


(١) في هامش الأصل: «قد غصت».

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٣٠.

(٣) هو دريد بن الصمة، واسم الصمة معاوية بن الحارث بن بكر ابن هوازن. تغزل بالخنساء وخطبها فامتنعت، فتهاجيا، شاعر فحل من شعراء الجاهلية. ابتلي بالبرص والعمى، أدرك الإسلام وهو طاعن في السن ولكنه لم يسلم. أخرجه قومه (هوازن) معهم لقتال المسلمين يوم حنين فقتل كافرا في تلك الوقعة سنة (٨) هـ وعمره على ما يقال قد قارب المائتي سنة.

ترجمته في: الأغاني ١٠/ ٧ - ٤٩، المعمرون والوصايا / ٢٧، المحبر / ٢٩٨ و ٢٩٩، شرح شواهد المغني / ٩٣٩، الشعر والشعراء / ٦٣٥، أنوار الربيع ٣ / هـ ٣٢٥.

(٤) هو أبو ثور عمرو بن معدي كرب الزبيدي بن عبد اللّه بن عمرو بن عاصم. فارس اليمن المشهور. قدم المدينة في السنة التاسعة للهجرة، فأسلم واستعدى النبي ÷ على قاتل أبيه، فأخبره بأن الإسلام هدر ترات الجاهلية، فغضب ورجع إلى اليمن مرتدا، وأخذ يغير على القبائل. فأرسل النبي ÷ عليا # بسرية إلى زبيد، وأرسل خالد بن الوليد بسرية أخرى إلى جعفي وأمر إذا التقيا فعلي هو الأمير. والتقى أبو الحسن بابن معدي كرب فصاح به صيحة انخلع لها قلبه، وولى هاربا، وترك وراءه أخاه وابن أخيه قتيلين وخلف ولده أسرى وزوجته سبية ورجع أمير المؤمنين إلى المدينة وخلف على زبيد خالد بن سعيد وكان على مقدمة جيشه، فعاد عمرو إلى ابن سعيد معلنا توبته ورجوعه إلى حضيرة الإسلام، فوهب ابن سعيد له زوجته وولده. اشترك المترجم له في حرب القادسية وأبلى فيها البلاء الحسن حتى قتل وعمره أكثر من مئة سنة. وقيل إنه مات سنة ٢١ هـ بعد أن شهد وقعة نهاوند.

ترجمته في: طبقات ابن سعد ٥/ ٥٢٥، الشعر والشعراء / ٢٨٩، معاهد التنصيص ١/ ٢٢١، الأغاني ١٥/ ٢٠٠ - ٢٣٥، الاستيعاب / ١٢٠١، أعيان الشيعة / ٣ / القسم الأول / ٢٧٦، إرشاد المفيد / ٨٤، سرح العيون / ٤٣٦، أنوار الربيع ٢ / هـ ٨٢.