[113] أبو الحسن علي بن محمد بن عبد العزيز
  له: ما فعل اللّه بك؟ قال: غفر لي، قال: بأيّ الأعمال؟ قال: بقولي في مرثية ولدي الصغير:
  جاورت أعدائي وجاور ربّه ... شتّان بين جواره وجواري(١)
  وكان من شعراء الدولة الفاطمية بمصر، وقتل سرّا بخزانة البنود بالقاهرة المعزّية، بسبب كتب جاء بها مستخفيا من حسان بن مفرّج الطائي المشار إليه في ترجمة الوزير المغربي(٢) وكان متوجها إلى بني قرة فظفروا به فسجن وقتل في تاسع جمادى الأولى سنة ست عشرة وأربعمائة،(٣) ¦.
  قلت: لقد فجع جمادى الأولى من التهامي بالزّهر الشعري، ومن ولدي هذا بالكوكب الدري، ولأمر ما ضربت العرب بشدّته الأمثال.
  والتهامي نسبة إلى خطة تهامة وهي مكة وما دون جبل الشراة من ناحية الغرب إلى ناحية مكة لا غير، فإن جبل الشراة يمتد كما قال الجاحظ إلى الجبل الأقرع بأنطاكية. ومنها ومن القصائد المحدودة قصيدة أبي الوليد بن زيدون النونية التي عاتب فيها ولادة:
  تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
  وهي من المحاسن.
  قال شيخنا العلامة الحسن بن الحسين(٤) |: وقعت التجربة إن من حفظ مقامات الحريري لا يموت الا غريبا، وهيهات أن يفرّ من القدر أحد، ونسأل اللّه المغفرة.
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٣٨١.
(٢) ترجمه المؤلف برقم ٥٧.
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣٨١.
(٤) ترجمه المؤلف برقم ٤٥.