الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة
  ولكنَّا نذكرُ شيئًا من أقوال الآل $ إمامُهم وصي رسول اللَّه ÷، فإنَّ المعلومَ لمن اطَّلَع عَلَى خُطَبِهِ ورسائله ومواعظه أَنَّه يَحْكُمُ ويَجْزِمُ بخلود مرتكب الكبيرة - الذي لم يتب منها - في نار جهنم خالدًا فيها مُخَلَّدًا، ويتلوه أولاده إمامًا بعد إمام.
  قال الهادي ~ في مجموعه في سياق صاحب الكبيرة(١):
  «وأَنَّه إذا مات مُصِرًّا عليها غيرَ نادمٍ ولا مستغفرٍ فإنَّه من أهل النار خالدًا فيها مخلدًا لا يخرج أبدًا منها».
  وكذلك القاسم الرسي ~ له كلام بمعناه في مجموعه(٢)، وكذا الناصر في بساطه #.
  وروى الإمام أحمد بن سليمان #(٣)، والإمام الأواه المنصور بالله عبد اللَّه بن حمزة #، والإمام القاسم بن محمد(٤)، والقاضي محمد بن أحمد الديلمي(٥) إجماع أهل البيت في أنَّ من مات مُصِرًّا عَلَى معصية فإنَّه مُخَلَّدٌ في النار، وكذلك غيرُهُم من علماء الآل وشيعتهم $.
  وهذه مسألةٌ مشهورة، وأدلتُهَا غيرُ مغمورة؛ بل هي بصرائح الكتاب وقواطعِ السُّنَّةِ معمورة.
  وقد دار فيها الخلاف والنزاع بين أهل العدل ومن خالفهم من المرجئة،
(١) كتاب المنزلة بين المنزلتين المطبوع ضمن مجموعه # (ص/١٧٣).
(٢) منها قوله # في (كتاب العدل والتوحيد) المطبوع ضمن مجموعه (٢/ ٦١٤): فإن مات عليها غير تائب منها، كان من أهل النار، خالداً فيها وبئس المصير، يُبيِّن ذلك قولُ الله تبارك وتعالى: {إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣ وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤ يَصۡلَوۡنَهَا يَوۡمَ ٱلدِّينِ ١٥ وَمَا هُمۡ عَنۡهَا بِغَآئِبِينَ ١٦}[الإنفطار]، ومن لم يَغِب من النار فليس منها بخارج، ومن لزمه الفسق والفجور من كان فهو من أهل النار، إلَّا أن يتوب.
(٣) حقائق المعرفة (ص/٥٢٨)، وانظر: (ص/٢٢٩) (فصل: في الكلام بين المنزلة والمنزلتين).
(٤) انظر: (شرح الأساس الصغير) (عدة الأكياس) (٢/ ٣٢٠).
(٥) في (قواعد عقائد آل محمد) (مخ) (ورقة ١٦٠) من نسخة الإمام مجدالدين المؤيدي #.