[سبب قيام أهل البيت $]
[سبب قيام أهل البيت $]
  وَقَدْ ثَارَ أَهْلُ البَيْتِ $ عَلَى خَلَفِهِ؛ لِظُلْمِهِم الْمُسْلِمِينَ، وَتَعْطِيلِهِم أَحْكَامَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ اسْتِجَابَةً لأَمْثَالِ قَوْلِهِ ø: {وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ}[آل عمران: ١٠٤]، فِي آيَاتٍ كَثِيرَة، وَسُنَنٍ مُنِيرَة.
  وَلَمْ يَقُمْ قَائِمٌ، وَلَا ثَارَ ثَائِرٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ $ عَلَى أَيِّ حَاكِمٍ تَظْهَرُ مِنْهُ العَدَالَةُ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَالتَّارِيخُ شَاهِدٌ بذلك، وكَفَى بِسُكُوتِ أَميرِ المؤمِنِينَ # أَيَّامَ الخُلَفَاءِ الثَّلَاثَةِ، وَلَقْدَ قَالَ كَلِمَتَهُ الْمَأَثوُرَةَ: (لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ).
  ولَمْ يَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُم أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عبدِ العَزِيزِ؛ لِسِيرَتِهِ العَادِلَةِ، وَكَذَا أَيَّامَ النَّاقِصِ(١).
  بَلْ قَدْ لَا يَقُومُ القَائِمُ مِنْهُم حَتَّى يَظْهَرَ لَهُ الكُفْرُ، كَمَا وَقَعَ ذَلِكَ مِنْ إِمَامِ الأَئِمَّةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ $، حَيْثُ سَمِعَ سَبَّ رَسُولِ اللَّهِ ÷ في مَجْلِسِ هِشَامٍ، فَانْتَهَرَ السَّابَّ الإِمَامُ، فَغَضِبَ هِشَامٌ، فَخَرَجَ الإِمَامُ # مِنْ عِنْدِهِ، وَهْوَ يَقولُ:
  حُكْمُ الْكِتَابِ وَطَاعَةُ الرَّحْمَنِ ... فَرَضَا جِهَادَ الْجَائِرِ الْخَوَّانِ
  كَمَا ذَلِكَ مَأْثُورٌ، وَهَذَا مَعْلُومٌ، وَلِلْكَلَامِ عَلَيْهِ مَقَامٌ آخَر.
  *******
(١) النَّاقِصُ هُوَ: يَزِيْدُ بْنُ الوَلِيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. سُمِّيَ نَاقِصًا؛ لِنَقْصِهِ أَعْطِيَةَ الْجُنْدِ، قَامَ غَضَبًا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ الوَلِيْدِ بْنِ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِرْعَوْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ، الفَاسِقِ الْمُتَهَتِّكِ الْمُسْتَحِلِّ لِمَحَارِمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، الكَافِرِ بِاللَّهِ ﷻ، فَقَتَلَهُ وَأَرَاحَ مِنْهُ الْعِبَادَ وَالْبِلاَدَ، وَكَانَ النَّاقِصُ هَذَا تَقِيًّا حَسَنَ الْمَذْهَبِ عَدْلِيًّا. تمت من المؤلف (ع).