الجوابات المهمة من مسائل الأئمة
  وَفِي (الْمُسْتَدْرَكِ) لِلْحَاكِمِ مِنْ (صفحة - ١١) من (الجزء الثالث) طبع (١٣٠٢ هـ) مَا لَفْظُهُ: قَالَ الْحَاكِمُ: «هَذِهِ الأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ فِي بَيْعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا، فَأَمَّا قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وأَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيَّ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ قَعَدُوا عَنْ بَيْعَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا قَوْلُ مَنْ يَجْحَدُ حَقِيقَةَ تِلْكَ الأَحْوَالِ.
  وَسَاقَ إِلَى قَوْلِهِ: وَأَقْبَلَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: «مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ شَيْءٍ فِي أَمْرِ هَذِهِ الآيَةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي أَنِّي لَمْ أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ ø».
  قَالَ الحَاكِمُ: هَذَا بَابٌ كَبِيرٌ قَدْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، انتهى، وَقَدْ أَقَرَّهُ الذَّهَبِيُّ عَلَى جَمِيعِ هَذَا.
  فَإِنْ قُلْتَ: إِنَّ إِمَامَتَهُ ثَبَتَتْ بِالنَّصِّ فَكَيْفَ اعْتَبَرَ البَيْعَةَ، وَرِضَا الْمُسْلِمِينَ؟
  قلت: إِنَّمَا اعْتَبَرَ ذَلِكَ فِي تَحَتُّمِ القِيَامِ عَلَيْهِ؛ إِذ لَا يَجِبُ إِلَّا بِوُجُودِ النَّاصِرِ، كَمَا قَالَ #: (لَوْلا حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا).
  وَالبَيْعَةُ فِيهَا تَأْكِيدٌ عَظِيمٌ، وَلِهَذَا بُويِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ ÷ مِرَارًا، قَالَ ø: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ} الآيَةَ [الفتح: ١٠].
  وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: إِنَّ قَوْلَ العَبَّاسِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ÷: «امْدُدْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ»، دَلِيلٌ عَلَى ثُبُوتِ النَّصِّ عَلَيْهِ # حَيْثُ لَمْ يَعْتَبِر النَّصْبَ، وَلَا الشُّورَى، وَلَا الدَّعْوَةَ، وَلَمْ يُنْكِرْ
= بسورة براءة (التوبة)، وحديث سدِّ الأبواب إلَّا باب عليٍّ #، وحديث «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي»، وغيرها كثير، وهذه الأبحاث مستوفاة في كتاب (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # فارجع إليها هناك موفّقاً.