الجوابات المهمة من مسائل الأئمة
  الْحُسَينَ، وَصَوَّبَ قَتْلَهُ لأَهْلِ الْحَرَّةِ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاسْتِبَاحَتَهُ لِلْمَدِينَةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَمَا جَرَى فِي حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ مِنَ الْمَفَاسِدِ العِظَامِ، وَاسْتِبَاحَتِهِ الزِّنَا وَالدِّمَاءَ وَالأَمْوَالَ.
  وَمَا كَانَ مِثْلُهُ لَيَصْدُرُ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلَامَ، وَمِثْلُهُ لَا يَسْتَوِجِبُ الرَّدَّ.
  وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُورِدَ كَلامَ الشَّيْخِ الَّذِي يَدَّعِي صَاحِبُ الْكُتَيِّبِ مُتَابَعَتَهُ، فَأَقُولُ:
  قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الجزءِ ٢٧) (صفحة - ٤٧١) مِنَ (الفَتَاوَى) (الطبعةِ الأُولَى)(١) فِي سِيَاقِ قِصَّةِ الْحُسَيْنِ # مَا لَفْظُهُ: «وَوَقَعَ الْقَتْلُ حَتَّى أَكْرَمَ اللَّهُ الْحُسَيْنَ وَمَنْ أَكْرَمَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالشَّهَادَةِ ¤ وَأَرْضَاهُمْ، وَأَهَانَ بِالْبَغْيِ وَالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ مَنْ أَهَانَهُ بِمَا انْتَهَكَهُ مِنْ حُرْمَتِهِمْ، وَاسْتَحَلَّهُ مِنْ دِمَائِهِمْ، {وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ١٨}.
  وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْحُسَيْنِ وَكَرَامَتِهِ لَهُ لِيَنَالَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ حَيْثُ لَمْ يُجْعَلْ لَهُ فِي أَوَّلِ الإِسْلَامِ مِنَ الابْتِلَاءِ وَالامْتِحَانِ مَا جُعِلَ لِسَائِرِ أَهْلِ بَيْتِهِ، كَجَدِّهِ ÷ وَأَبِيهِ وَعَمِّهِ وَعَمِّ أَبِيهِ ¤؛ فَإِنَّ بَنِي هَاشِمٍ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشًا أَفْضَلُ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبَ أَفْضَلُ بَنِي آدَمَ، كَمَا صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ مِثْلُ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ(٢): «إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إبْرَاهِيمَ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».
  وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ(٣) عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: «أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي،
(١) وفي طبعة (دار الوفا) (٢٧/ ٢٤٨).
(٢) رواه أحمد في (المسند) (٢٨/ ١٩٣) رقم (١٦٩٨٦)، ط: (الرسالة)، بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم، كما ذكره محققوا هذه الطبعة، ومسلم برقم (٥٩٣٨)، ط: (المكتبة العصرية)، والترمذيُّ برقم (٣٦١٤)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، ومن طريق أخرى برقم (٣٦١٥)، وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»، وغيرهم.
(٣) (صحيح مسلم) (٤/ ١٤٩٢)، رقم (٢٤٠٨)، ط: (ابن حزم).