مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الجوابات المهمة من مسائل الأئمة

صفحة 297 - الجزء 1

  الْحُسَينَ، وَصَوَّبَ قَتْلَهُ لأَهْلِ الْحَرَّةِ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَاسْتِبَاحَتَهُ لِلْمَدِينَةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَمَا جَرَى فِي حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ مِنَ الْمَفَاسِدِ العِظَامِ، وَاسْتِبَاحَتِهِ الزِّنَا وَالدِّمَاءَ وَالأَمْوَالَ.

  وَمَا كَانَ مِثْلُهُ لَيَصْدُرُ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلَامَ، وَمِثْلُهُ لَا يَسْتَوِجِبُ الرَّدَّ.

  وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُورِدَ كَلامَ الشَّيْخِ الَّذِي يَدَّعِي صَاحِبُ الْكُتَيِّبِ مُتَابَعَتَهُ، فَأَقُولُ:

  قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الجزءِ ٢٧) (صفحة - ٤٧١) مِنَ (الفَتَاوَى) (الطبعةِ الأُولَى)⁣(⁣١) فِي سِيَاقِ قِصَّةِ الْحُسَيْنِ # مَا لَفْظُهُ: «وَوَقَعَ الْقَتْلُ حَتَّى أَكْرَمَ اللَّهُ الْحُسَيْنَ وَمَنْ أَكْرَمَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِالشَّهَادَةِ ¤ وَأَرْضَاهُمْ، وَأَهَانَ بِالْبَغْيِ وَالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ مَنْ أَهَانَهُ بِمَا انْتَهَكَهُ مِنْ حُرْمَتِهِمْ، وَاسْتَحَلَّهُ مِنْ دِمَائِهِمْ، {وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ١٨}.

  وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْحُسَيْنِ وَكَرَامَتِهِ لَهُ لِيَنَالَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ حَيْثُ لَمْ يُجْعَلْ لَهُ فِي أَوَّلِ الإِسْلَامِ مِنَ الابْتِلَاءِ وَالامْتِحَانِ مَا جُعِلَ لِسَائِرِ أَهْلِ بَيْتِهِ، كَجَدِّهِ ÷ وَأَبِيهِ وَعَمِّهِ وَعَمِّ أَبِيهِ ¤؛ فَإِنَّ بَنِي هَاشِمٍ أَفْضَلُ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشًا أَفْضَلُ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبَ أَفْضَلُ بَنِي آدَمَ، كَمَا صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ مِثْلُ قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ⁣(⁣٢): «إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إبْرَاهِيمَ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».

  وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ⁣(⁣٣) عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: «أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي،


(١) وفي طبعة (دار الوفا) (٢٧/ ٢٤٨).

(٢) رواه أحمد في (المسند) (٢٨/ ١٩٣) رقم (١٦٩٨٦)، ط: (الرسالة)، بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم، كما ذكره محققوا هذه الطبعة، ومسلم برقم (٥٩٣٨)، ط: (المكتبة العصرية)، والترمذيُّ برقم (٣٦١٤)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ»، ومن طريق أخرى برقم (٣٦١٥)، وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ»، وغيرهم.

(٣) (صحيح مسلم) (٤/ ١٤٩٢)، رقم (٢٤٠٨)، ط: (ابن حزم).