الجوابات المهمة من مسائل الأئمة
  وَفَرِيقٌ يُقِرُّ ذَلِكَ - أَي العَقْدَ وَالاِخْتِيَارَ - وَيُجِيزُ الإِشْارَةَ وَالتَّعْيِينَ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي جَرَتْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ لِعُمَرَ.
  وَقَدْ احْتَاجَ هَذَا الفَرِيقُ لِتَصْحِيحِ مَذْهَبِهِ إِلَى دَعْوَى وَاضِحَةِ البُطْلَانِ، وَهْيَ دَعْوَى إِجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى ذَلِكَ، وَعَدَمِ الاعْتِبَارِ بِشَطْرِهَا الْمُخَالِفِ.
  وَقَدْ عَهِدَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِهِ يَزِيدَ، وَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ وَاقِعَةُ الْحُسَيْنِ السِّبْطِ #، وَوَاقِعَةُ الْحَرَّةِ، وَهَلُمَّ جَرَّا مِنْ مَآسِي الأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ ذَلِكَ الْمُلُوكُ الأُمَوِيُّونَ، وَكَانَ مِنْ جَرَّائِهِ وَاقِعَةُ الإِمْامِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ وَلَدِهِ يَحْيَى $ حَتَّى زَالَتِ الدَّوْلَةُ الأُمَوِيَّةُ، وَتَلَتْهَا العَبَّاسِيَّةُ، وَجَرَى فِيهَا مَا جَرَى عَلَى أَهْلِ البَيْتِ $ وَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ.
  وَلَوْ تُرِكَتِ الأُمُورُ عَلَى مَا وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ الشَّرِيفُ الصَّادِرُ مِنَ الْحَكِيمِ العَلِيمِ لَجَرَتْ عَلَى أَحْسَنِ سَنَنٍ، وَلأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ، وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ، وَلَكِنْ كَمَا قَالَ:
  حُبُّ الرِئَاسَةِ أَطْغَى النَّاسَ فَافْتَرَقُوا ... حِرْصًا عَلَيْهَا وَهُمْ مِنْهَا عَلَى صَدَرِ
  وكما قيل:
  لَئِنْ صَبَرَتْ عَنْ فِتْنَةِ الْمَالِ أَنْفُسٌ ... لَمَا صَبَرَتْ عَنْ فِتْنَةِ النَّهْيِ وَالأَمْرِ
  نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى السَّلامَةَ.
  *******
  السؤال الرابع عشر: هَلْ يُمْكِنُ اعْتِبَارُ الشَّعْبِ الْمُسْلِمِ مَصْدَرَ السُّلُطَاتِ بَعْدَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؟ وَمَا هُوَ الدَّلِيلُ؟
  وَهَلْ يَصِحُّ شَرْعًا إِجْرَاءُ انْتِخَابَاتِ مُمَثِّلِي الشَّعْبِ يُطْلَقُ عَلَيْهِم الْهَيْئَةُ التَّشْرِيعِيَّة، حَتَّى وَلَوْ كَانَ هؤلاء الْمُمَثِّلُونَ مِنْ غَيْرِ عُلَمَاءِ الدِّينِ، وَإِنَّمَا هُمْ عُلَمَاءُ اقْتِصَادٍ وَهَنْدَسَةٍ وَتَارِيخٍ، وَمِنْ وُجَهَاءِ القَوْمِ؟
  الجَوَابُ: أَنَّ فِي تَشْرِيعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مَا يُغْنِي عَنْ كُلِّ تَشْرِيعٍ: {مَّا فَرَّطۡنَا