مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

تعليقات وردود مع ابن حجر في فتح الباري

صفحة 332 - الجزء 1

  صُهَيْبٍ عِنْدَ (الطَّبَرَانِيِّ)⁣(⁣١)، وَعَنْ عَلِيٍّ نَفْسِهِ عِنْدَ (أَبِي يَعْلَى)⁣(⁣٢) بِإِسْنَادٍ لَيِّنٍ.

  وَعِنْدَ (الْبَزَّارِ)⁣(⁣٣) بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.

  وَاسْتُدِلَّ بِحَدِيثِ الْبَابِ عَلَى اسْتِحْقَاقِ عَلِيٍّ لِلْخِلَافَةِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ فَإِنَّ هَارُونَ كَانَ خَلِيفَةَ مُوسَى.

  وَأُجِيبَ: بِأَنَّ هَارُونَ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةَ مُوسَى إِلَّا فِي حَيَاتِهِ لَا بَعْدَ مَوْتِهِ؛ لأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ مُوسَى بِاتِّفَاقٍ، أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْخَطَّابِيُّ.

  وَقَالَ الطِّيبِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِي نَازِلٌ مِنِّي مَنْزِلَةَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، وَفِيهِ تَشْبِيهٌ مُبْهَمٌ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: «إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي»، فَعُرِفَ أَنَّ الاتِّصَالَ الْمَذْكُورَ بَيْنَهُمَا لَيْسَ مِنْ جِهَةِ النُّبُوَّةِ بَلْ مِنْ جِهَةِ مَا دُونَهَا وَهْوَ الْخِلَافَةُ، وَلَمَّا كَانَ هَارُونُ الْمُشَبَّهُ بِهِ إِنَّمَا كَانَ خَلِيفَةً فِي حَيَاةِ مُوسَى دَلَّ ذَلِكَ عَلَى تَخْصِيصِ خِلَافَةِ عَلِيٍّ لِلنَّبِيِّ ÷ بِحَيَاتِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ».


= ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ - يَعْنِي قَرْنَهُ - حَتَّى تُبَلَّ مِنْهُ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ»». قال محققوا هذه الطبعة: «حَسَنٌ لغيره، دون قوله «يا أبا تراب» فصحيح من قصة أخرى»، ورواه أحمد في (فضائل الصحابة) (٢/ ٨٥٤)، رقم (١١٧٢) بنفس الإسناد. قال المحقق (عباس): «إسناده حَسَنٌ متَّصِل».

ورواه الحاكم في (المستدرك) (٣/ ١٥١)، رقم (٤٦٧٩)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، «قُمْ أَبَا تُرَابٍ»»، وقال الذهبي في (التلخيص): «عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ».

(١) المعجم الكبير (٨/ ٤٥) رقم (٧٣١١).

(٢) مسند أبي يعلى (١/ ٣٧٧) رقم (٤٨٥)، ونحوه في (١/ ٤٣٠) رقم (٥٦٩).

وروى أبو يعلى أيضًا في (المسند) (١/ ٤٤٣)، رقم (٥٩٠) - «حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: (وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخَضَّبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، - يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ -)».

قال (حسين سليم) محقق (مسند أبي يعلى): «إسناده حسن».

وقال الهيثمي في (المجمع) (٩/ ١٤٠): «رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُبَيْعٍ، وَهْوَ ثِقَةٌ».

(٣) البحث في هذا مستوفَى في (الماحي للريب) (القسم الأول) من (مجمع الفوائد)، وفي (الفصل التاسع) من (لوامع الأنوار) (ط ١/ ٢/٥٨٠)، (ط ٢/ ٢/٦٤٤)، (ط ٣/ ٢/٧٨٣).