(بحث في التوسل)
  الشِّيعَةِ زَيْدِيًّا؛ لانْتِسَابِهِمْ إِلَيْهِ، وَلَمَّا صُلِبَ كَانَتِ الْعُبَّادُ تَأْتِي إِلَى خَشَبَتِهِ بِاللَّيْلِ فَيَتَعَبَّدُونَ عِنْدَهَا ... إِلَى آخِرِهِ. وَتَأَمَّلْ قَوْلَهُ: «كَانَتِ الْعُبَّادُ تَأْتِي» إلخ(١).
  وَالأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ عَلَى أَنَّ الإِمَامَ الأَعْظَمَ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ $ هُوَ الَّذِي سَمَّاهُم الرَّافِضَةَ؛ لأَنَّهُم رَفَضُوهُ، وَإِنِ اخْتُلِفَ فِي السَّبَبِ الَّذِي لأَجْلِهِ رَفَضُوهُ، وَلَمْ يَنْقُلْ نَاقِلٌ، وَلَا رَوَى رَاوٍ أَنَّهُ جَرَى لِلتَّقْدِيمِ، أَوِ لِتَفْضِيلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ عَلَى بَعْضٍ ذِكْرٌ.
  فَنَقْلُ اسْمِ الرَّفْضِ إِلَى مَنْ قَدَّمَ أَوْ فَضَّلَ مُجَرَّدُ افْتِرَاءٍ وَزُورٍ، وَتَحْرِيفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَرَمْيُ أَتْبَاعِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $ وَخُلَّصِ أَوْلِيَائِهِ وَأَنْصَارِهِ بِهَذَا الاسْمِ الَّذِي سَمَّى بِهِ أَعْدَاءَهُ بُهْتَانٌ عَظِيم، وَإِجْرَامٌ جَسِيم، {وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء].
  *******
(بحث في التوسل)
  قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي (الْجُزْءِ الثَّانِي) مِنَ (الفَتَاوَى) (صفح/١٥٠) (الطَّبْعَةِ الأُولَى) سَنَة ١٣٨١ هـ)(٢): «وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ فِي كِتَابِ (دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ)، وَمِنْ طَرِيقِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ(١)، حَدَّثَنَا: أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِين، حَدَّثَنَا: أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «لَمَّا أَصَابَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إلَّا غَفَرْتَ لِي، فَأَوْحَى إلَيْهِ:
(١) وقال أبو حاتم ابن حِبَّان في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) (ص/١٠٤) في ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي @: «وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ البَيْتِ وَعُبَّادِهِم، قُتِلَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَصُلِبَ عَلَى خَشَبَةٍ، فَكَانَ العُبَّادُ يَأوونَ إِلَى خَشَبَتِهِ بالليل يَتَعَبَّدُونَ عِنْدَهَا، وَبَقِي ذَلِكَ الرَّسْمُ عِنْدَهُم بَعْدَ أَنْ حدرَ عَنْهَا حَتَّى قَلَّ مَنْ قَصَدَهَا لِحَاجَةٍ فَدَعَا اللهَ عِنْدَ مَوْضِعِ الخشَبَةِ إِلَّا اسْتُجِيْبَ لَهُ».
(٢) وهو في (٢/ ٩٥)، من الطبعة الثالثة (١٤٢٦ هـ)، ط: (دار الوفاء).
(١) الطبراني. تمت. من المؤلّف (ع).