وَقَالَ أَيْضًا فِي (الجزءِ الثَّالِثِ) (ص/١٧٦)⁣^(⁣١) فِي سِيَاقِ حُقُوقِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ مَا لَفْظُهُ: «وَكَذَلِكَ مِمَّا يُشْرَعُ: التَّوَسُّلُ بِهِ فِي الدُّعَاءِ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ⁣^(⁣٢) أَنَّ النبيَّ ÷ عَلَّمَ شَخْصًا أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّد يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي لِيَقْضِيَهَا، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ» إلخ».

  قُلْتُ: وَهَذَا صَرِيحٌ أَيْضًا فِي التَّوَسُّلِ بِذَاتِهِ ÷؛ لِمَا لَهُ مِنَ الْمَكَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَتَصْرِيحٌ مِنَ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ فِي جَوَازِ ذَلِكَ.

  فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَمْنَعُونَهُ أَشَدَّ الْمَنْعِ، وَيَتَأوَّلُونَ نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ بِخِلَافِ حَقِيقَتِهِ مُخَالِفُونَ لِصَرِيحِ السُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ النَّبَوِيَّةِ فِي هَذَا الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ الصَّحِيحِ الصَّرِيحِ، وَمُخَالِفُونَ لِلشَّيْخِ الَّذِي هُوَ عُمْدَتُهُم، وَعَلَيْهِ يُعَوِّلُونَ.

  هَذَا وَقَد اسْتَوْفَيْتُ طُرُقَ هَذَا الْخَبَرِ الشَّرِيفِ، وَالْكَلَامَ عَلَى التَّوَسُّلِ فِي أَوَاخِرِ (شَرْحِ الزُّلَفِ) (صفح ١٦٤ - الطبعة الأولى)، وفي (الثانية - ص ٢٥٠)، و (الثالثة - ص ٣٤٧)⁣^(⁣٣).

  نَعَم، وَفِي قَوْلِهِ: يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلخ: التَّصْرِيحُ بِنِدَاءِ الغَائِبِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْميِّتِ بِحَالٍ، فَتَدَبَّرْ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

  *******

  أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي (الْكَبِيرِ)⁣^(⁣٤)، وَ (الأَوْسَطِ)⁣^(⁣٥)، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحُوهُ⁣^(⁣٦) عَنْ أَنَسٍ⁣^(⁣٧)، قَالَ: «لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ

(١) وهو في طبعة (دار الوفاء) (٣/ ١٧٢).

(٢) سنن الترمذي، رقم (٣٥٧٨)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ».

وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) (٣/ ٤٦٩)، ط: (مكتبة المعارف).

(٣) وفي (ط ٤/ص/٣٥٨).

(٤) المعجم الكبير (٢٤/ ٣٥١)، رقم (٨٧١).

(٥) المعجم الأوسط (١/ ٦٧)، رقم (١٨٩).

(٦) عَلَى شرط ابن حبان والحاكم.

(٧) ورواه أبو نُعَيم في (الحلية) (٣/ ١٢١).