مع ابن تيمية
  تَلَاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلاَقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ». إِلَى قَوْلِهِ:
  قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
  وَرَوَى أَحْمَدُ فِي (الْمُسْنَدِ)(١) مِثْلَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. إِلَى قَوْلِهِ: وَرَوَاهُ أَيْضًا(٢) مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ [بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ]، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، ثُمَّ سَاقَ الْخَبَرَ، وَفِيهِ: ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِي»(٣)، ثُمَّ سَاقَ إِلَى قَوْلِهِ: وَمِثْلُهُ أَيْضًا فِي الْمَسْأَلَةِ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ(٤)، وَمُسْلِمٌ(٥)، وَالتِّرْمِذِيُّ(٦) مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».
  إِلَى قَوْلِهِ فِي (صفح/١٥٤): وَاعْلَمْ أَنَّ الأَحَادِيثَ فِي فَضْلِ قُرَيْشٍ، ثُمَّ فِي فَضْلِ بَنِي هَاشِمٍ فِيهَا كَثْرَةٌ.
  إِلَى قَوْلِهِ: قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ خَصَّ الْعَرَبَ وَلِسَانَهُم بِأَحْكَامٍ تُمُيِّزوا بِهَا، ثُمَّ خَصَّ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ الْعَرَبِ، بِمَا جَعَلَ فِيهِمْ مِنْ خِلَافَةِ النُّبُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ
(١) مسند أحمد (٣/ ٢٩٤ - ٢٩٥)، رقم (١٧٧٢)، ط: (الرسالة).
(٢) مسند أحمد (٣/ ٢٩٥)، رقم (١٧٧٣).
(٣) انظر تخريج هذا الحديث في (الفصل العاشر) من (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (ط ١/ ٢/٦٢٢)، (ط ٢/ ٢/٦٨٧)، (ط ٣/ ٢/٨٤٩).
(٤) مسند أحمد (٢٨/ ١٩٣) رقم (١٦٩٨٦) ط: (الرسالة)، بإسنادٍ صحيح على شرط مسلم، كما ذكره محققوا هذه الطبعة.
(٥) مسلم برقم (٥٩٣٨)، ط: (المكتبة العصرية).
(٦) سنن الترمذي برقم (٣٦١٤)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
ورواه الترمذي من طريق أخرى برقم (٣٦١٥)، وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ».