مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

(مسائل نص ابن تيمية على أن القول بها من الخطأ المغفور)

صفحة 367 - الجزء 1

  الْخَصَائِصِ، ثُمَّ خَصَّ بَنِي هَاشِمٍ بِتَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ، وَاسْتِحْقَاقِ قِسْطٍ مِنَ الفَي، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْخَصَائِصِ، فَأَعْطَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ كُلَّ دَرَجَةٍ مِنَ الْفَضْلِ بِحَسَبِهَا، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {ٱللَّهُ يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ}⁣[الحج: ٧٥]، {ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ}⁣[الأنعام: ١٢٤]»، ثُمَّ سَاقَ فِي الاسْتِدْلَالِ بَحْثًا نَفِيسًا لَا يَسَعُ الْحَالُ اسْتِكْمَالَهُ.

  وَفِيمَا ذُكِرَ كِفَايَةٌ فِي اعْتِرَافِ الشَّيْخِ بِتَفْضِيلِ بَنِي هَاشِمٍ، وَالرَّدِّ عَلَى الْجَاحِدِينَ الْمُدَّعِينَ لِمُتَابَعَةِ الشَّيْخِ وَأَمْثَالِهِ، وَلِهَذَا اخْتَرْتُ نَقْلَ كَلَامِه، وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالاسْتِقَامَة.

  قَالَ فِي الأُمِّ: كَتَبَهُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: مجدالدين بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَيَّدِيُّ غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُم وَلِلْمُؤْمِنِينَ.

  *******

(مسائل نَصَّ ابنُ تيمية على أنَّ القول بها من الخطأ المغفور)

  الْحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ: هَذَا بَحْثٌ أَنْقُلُ فِيهِ كَلَامَ الشَّيْخِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ فَي مَسَائِلَ نَصَّ عَلَى أَنَّ القَوْلَ بِهَا مِنَ الْخَطأِ الْمَغْفُورِ، وَهْيَ أَهَمُّ الْمَسَائِلِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ أَهْلِ البَيْتِ وَأَتْبَاعِهِمْ مِن الزَّيْدِيَّةِ، وَسَائِرِ العَدْلِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ، وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ الأُمَّةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، أَحْبَبْتُ إِيرَادَهُ لِيَعْرِفَ الْمُطَّلِعُ أَنَّ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ أَشَدَّ الإِنْكَارِ عَلَى القَائِلِينَ بِهَا، وَيَسُبُّونَهُمْ وَيَنْسِبُونَهُمْ إِلَى القَدَرِيَّةِ وَالرَّافِضَةِ، وَمُخَالَفَةِ السُّنَّةِ، بَلْ قَدْ يُكَفِّرونَهُم، وَمَعَ ذَلِكَ يَدَّعُونَ أَنَّهُم مُوَافِقُون لِهَذَا الشَّيْخِ، لِيَعْرِفَ أَنَّهُمْ مُخَالِفُونَ لَهُ، جَاهِلُونَ لِكَلَامِهِ وَكَلَامِ أَمْثَالِهِ مِنْ أَئِمَّتِهِم الَّذِينَ هُمْ قُدْوَتُهُم وَمُعْتَمَدُهُم. فَأَقُولُ وِبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ:

  قَالَ فِي (الجزءِ الْعِشْرِينَ) (صفح/٣٣) (الطبعة الأُولَى) مِنْ (فَتَاوَاهُ)⁣(⁣١) مَا لَفْظُهُ:

  «فَصْلٌ: وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ،


(١) (سنة - ١٣٨٢ هـ)، وهو في (ط ٣) (٢٠/ ٢٢)، ط: (دار الوفا).