مع ابن القيم في زاد المعاد
  لَيْسَ بَيْنَ الأَنْصَارِ فِي جَحْمَةِ الْحَرْ ... بِ(١) وَبَيْنَ الْعِدَاةِ إِلَّا الطِّعَانُ
  وَقِرَاعُ الْكُمَاةِ بِالْقُضُبِ الْبِيـ ... ـضِ إِذَا مَا تَحَطَّمَ الْمُرَّانُ
  فَادْعُهَا تَسْتَجِبْ فَلَيْسَ مِنَ الْخَزْ ... رَجِ وَالأَوْسِ يَا عَلِيٌّ جَبَانُ
  يَا وَصِيَّ النَّبِيِّ قَدْ أَجْلَتِ الْحَرْ ... بُ الأَعَادِي وَسَارَتِ الأَظْعَانُ
  وَاسْتَقَامَتْ لَكَ الأُمُورُ سِوَى الشَّـ ... ـامِ وَفِي الشَّامِ يَظْهَرُ الإِذْعَانُ
  حَسْبُهُمْ مَا رَأَوا وَحَسْبُكَ مِنَّا ... هَكَذَا نَحْنُ حَيْثُ كُنَّا وَكَانُوا
  وَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا فِي يَوْمِ الْجَمَلِ:
  أَعَائِشَ خَلِّي عَنْ عَلِيٍّ وَعَيْبِهِ ... بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِنَّمَا أَنْتِ وَالِدَهْ
  وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ ... وَأَنْتِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ ذَاكَ شَاهِدَهْ
  وَحَسْبُكِ مِنْهُ بَعْضُ مَا تَعْلَمِينَهُ ... وَيَكْفِيكِ لَوْ لَمْ تَعْلَمِي غَيْرُ وَاحِدَهْ
  إِذَا قِيلَ مَاذَا عِبْتِ مِنْهُ رَمَيْتِهِ ... بِخَذْلِ ابْنِ عَفَّانٍ وَمَا تِلْكَ آبِدَهْ
  وَلَيْسَ سَمَاءُ اللَّهِ قَاطِرَةً دَمًا ... لِذَاكَ وَمَا الأَرْضُ الْفَضَاءُ بِمَائِدَهْ
  وَقَالَ ابْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاء الْخُزَاعِيُّ يَوْمَ الْجَمَلِ أَيْضًا:
  يَا قَوْمُ لِلْخُطَّةِ الْعُظْمَى الَّتِي حَدَثَتْ ... حَرْبُ الْوَصِيِّ وَمَا لِلْحَرْبِ مِنْ آسِي
  الفَاصِلُ الْحُكْمَ بِالتَّقْوَى إِذَا ضَرَبَتْ ... تِلْكَ القَبَائِلُ أَخْمَاسًا لِأَسْدَاسِ(٢)
  وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أُحَيْحَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فِي خُطْبَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ @ بَعْدَ خُطْبَةِ
(١) «الجحمة: شدة تأجج النار، ومنه الجحيم، وجحم وجهه من شدة الغضب، استعارة من جحمة النار، وذلك من ثوران حرارة القلب. ذكره الراغب». انتهى من (التعاريف) للمناوي.
وقال في (الفروق اللغوية): «وَجَاحِمُ الحَرْبِ: أَشَدُّ مَوْضِعٍ فِيْهَا».
(٢) أي تَحَيَّروا في الأمر، ولم يدروا كيف ضرب أخماس لأسداس، كما قال الشاعر [خُرَيْمُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيُّ، كما في (تاج العروس] في أبي موسى الأشعري:
لَكِنْ رَمَوْكُمْ بِشَيْخٍ مِنْ ذَوي يَمَنٍ ... لَمْ يَدْرِ مَا ضَرْبُ أَخْمَاسٍ بِأَسْدَاس
وقد فسَّره المحقق لشرح النهج بما لايتناسب مع المعنى، وكذا في (مجمع الأمثال)، والله ولي التوفيق. تمت سماعًا عن الإمام الحجة مَجْدالدِّيْن بن محمد المؤيدي (ع).