مع ابن القيم في زاد المعاد
  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:
  حَسَنَ الْخَيْرِ يَا شَبِيهَ أَبِيهِ ... قُمْتَ فِينَا مَقَامَ خَيْرِ خَطِيبِ
  قُمْتَ بِالْخُطْبَةِ الَّتِي صَدَعَ اللَّـ ... ـهُ بِهَا عَنْ أَبِيكَ أَهْلَ الْعُيُوبِ
  وَكَشَفْتَ القِنَاعَ فَاتَّضَحَ الأَمْـ ... ـرُ، وَأَصْلَحْتَ فَاسِدَاتِ القُلُوبِ
  لَسْتَ كَابْنِ الزُّبَيْرِ لَجْلَجٍ فِي القَوْ ... لِ وَطَاطَأ عِنَانٍ فَسْلٍ مُرِيبِ
  وَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَقُومَ بِمَا قَا ... مَ بِهِ ابْنُ الوَصِيِّ وَابْنُ النَّجِيبِ
  إِنَّ شَخْصًا بَيْنَ النَّبِيِّ - لَكَ الْخَـ ... ـيْرُ - وَبَيْنَ الوَصِيِّ غَيْرُ مَشُوبِ
  وَقَالَ زَحْرُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ يَوْمَ الْجَمَلِ أَيْضًا:
  أَضْرِبُكُمْ حَتَّى تُقِرُّوا لِعَلِي ... خَيْرِ قُرَيْشٍ كُلِّهَا بَعْدَ النَّبِي
  مَنْ زَانَهُ اللَّهُ وَسَمَّاهُ الوَصِي ... إِنَّ الوَلِيَّ حَافِظٌ ظَهْرَ الوَلِي
  كَمَا الغَوِيّ تَابِعٌ أَمْرَ الغَوِي
  ذَكَرَ هَذَهِ الأَشْعَارَ وَالأَرَاجِيزَ بِأَجْمَعِهَا أَبو مِخْنَف لُوطُ بْنُ يَحْيَى فِي كِتَابِ (وَقْعَةِ الْجَمَلِ)، وَأَبُو مِخْنَفٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ، وَمِمَّنْ يَرَى صِحَّةَ الإِمَامَةِ بِالاخْتِيَارِ، وَلَيْسَ مِنَ الشِّيعَةِ، وَلَا مَعْدُودًا مِنْ رِجَالِهَا.
  وَمِمَّا رُوِينَاهُ مِنْ أَشْعَارِ (صِفِّينَ) الَّتِي تَتَضَمَّنُ تَسْمِيَتَهُ # بِالْوَصِيِّ، مَا ذَكَرَهُ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمِ بْنِ يَسَارِ الْمِنْقَرِيُّ فِي (كِتَابِ صِفِّينَ)، وَهْوَ مِنْ رِجَالِ الْحَدِيثِ. قَالَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ: قَالَ زَحْرُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ(١):
  فَصَلَّى الإِلَهُ عَلَى أَحْمَدٍ ... رَسُولِ الْمَلِيكِ تَمَامِ النِّعَمْ
  رَسُولِ الْمَلِيكِ وَمَنْ بَعْدَهُ ... خَلِيفَتِنَا الْقَائِمِ الْمُدَّعَمْ
  عَلِيًّا عَنَيْتُ وَصِيَّ النَّبِيِّ ... نُجَالِدُ عَنْهُ غُوَاةَ الأُمَمْ
(١) والذي في كتاب (وقعة صفين) (ص/٢٢) أنَّها لجرير بن عبد اللّه البجلي ضمن عشرة أبيات. تمت من المؤلِّف (ع).