[وفاة أبي ذر وحذيفة ®]
[وفاة أبي ذر وحذيفة ®]
  (٢) مِنْ (صفح/٩) (ج ٢)(١)، قَوْلُهُ: «وَلِهَذَا اعْتَزَلَ أُسَامَةُ الْحُرُوبَ الَّتِي جَرَتْ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، فَلَمْ يُخَالِطْ شَيْئًا مِنْهَا.
  قَالَ الشَّارِحُ: وَمِمَّن اعْتَزَلَهَا مِنَ الصَّحَابَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأَبُو بَكْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ». إلخ.
  قُلْتُ: أَمَّا أَبُو ذَرٍّ وَحُذَيْفَةُ ® فَهُمَا مَاتَا قَبْلَ الْحُرُوبِ، تُوفِّيَ أَبُو ذَرٍّ عَامَ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَحُذَيْفَةُ عَامَ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ يَحُثُّ أَصْحَابَهُ عَلَى اللَّحَاقِ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #، وَأَمَرَ وَلَدَيِهِ صَفْوَانَ وَسَعْدًا باللَّحَاقِ بِالْوَصِيِّ #، فَقُتِلَا بِصِفِّينَ ®.
  أَفَادَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي (الاسْتِيعَاب)(٢)، وَالْمَسْعُودِيُّ فِي (مُرُوجِ الذَّهَب)(٣).
[الرد على من استحسن اعتزال قتال الناكثين والقاسطين والمارقين]
  وَاعْلَمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُدَّعِينَ لِلْسُّنَّةِ يَسْتَحْسِنُونَ اعْتِزَالَ قِتَالِ النَّاكِثِينَ وَالقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ، مَعَ أَنَّ النُّصُوصَ الْقُرْآنِيَّةَ، وَالأَخْبَارَ الْمُتَوَاتِرةَ النَّبَوِيَّةَ قَاضِيَةٌ بِقِتَالِهِمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَاَلى: {فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ}[الحجرات ٩].
  وَقَدْ أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ البَاغِيَةُ، تَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَكَ إِلَى النَّارِ».
  وَالرَّسُولُ ÷ يَقُولُ: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ، وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ، اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ»، وَيَقُولُ ÷: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ»، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحَاطُ بِهِ كَثْرَةً.
  وَالأُمَّةُ مُجْمِعَةٌ - وَمِنْهُم هَؤُلَاءِ الْمُدَّعُونَ لِلْسُّنَّةِ - أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ #
(١) وفي (٢/ ١١) ط: (دار الكتب العلمية).
(٢) الاستيعاب (١/ ٣٣٥) ط: (دار الفكر).
(٣) مروج الذهب (٢/ ٣٩٤) ط: (المكتبة العصرية).