مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

مع العامري في بهجة المحافل

صفحة 419 - الجزء 1

  وَعَادِ مَنْ عَادَاُه، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ»، بَعْدَ أَنْ قَالَ: «أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ»؟ قَالُوا: بَلَى).

  فَهَلْ بَعْدَ هَذَا البَيَانِ مِنْ بَيَانٍ، وَلِهَذَا قَالَ الْمَقْبَلِيُّ⁣(⁣١): إِنَّهُ لَا أَوْضَحُ مِنْهُ دَلَالَةً وَرِوَايَة. وَقَالَ⁣(⁣٢): فَإِنْ كَانَ هَذَا مَعْلُومًا وَإِلَّا فَمَا فِي الدُّنْيَا مَعْلُومٌ.

  وَقَالَ الذَّهَبِيُّ - عَلَى شِدَّةِ انْحِرَافِهِ وَنَصْبِهِ -⁣(⁣٣): بَهَرَتْنِي طُرُقُهُ فَقَطَعْتُ بِهِ.

  وَسَتَأتِي رِوَايَتُهُ لِلمُؤَلِّفِ فِي ذِكْرِ فَضْلِ أَهْلِ البَيْتِ (صفح/٤٠٠)⁣(⁣٤)، وَهْوَ أَوْضَحُ مِنْ فَلَقِ النَّهَارِ.

  وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الأَذْهَانِ شَيءٌ ... إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ⁣(⁣٥)

  وَكَخَبَرِ الْمَنْزِلَةِ، الَّذِي قَالَ الرَّسُولُ ÷ فِيهِ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبيءَ بَعْدِي».

  وَقَد اسْتَوْفَيْنَا طُرُقَ رِوَايَتِهِ وَغَيْرِهِ، وَأَوْضَحْنَا أَنَّهُ ÷ قَالَهُ لِعَلِيٍّ # فِي اثْنَي عَشَرَ مَقَامًا، لَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَحَسْب، فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)⁣(⁣٦)، وَقَدْ رَوَاهُ جَمِيعُ أَهْلِ الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَغَيْرِهِمْ.

  وَاعْتَرَفَ ابْنُ حَجَر العَسْقَلَانِيُّ⁣(⁣٧) بِدَلَالَتِهِ عَلَى الإِمَامَةِ كَمَا تَقُولُهُ الشِّيعَةُ، قَالَ: لَوْلَا أَنَّ هَارُونَ مَاتَ قَبْلَ مُوسَى @.

  وَقَدْ أُجِيبَ عَلَيْهِ بِمَا فِيهِ كِفَايَةٌ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَمُتُّ إِلَى الدَّلَالَةِ بِصِلَةٍ؛ إِذ الغَرَضُ:


(١) في (الإتحاف حاشية على الكشاف) (مخ).

(٢) (الأبحاث المسددة) للمقبلي (ط ١/ ص ٣٣٤ - ٣٣٦).

(٣) قد تقدَّم ذكر نصوص الذهبي حول حديث الغدير في (الكلام مع ابن القيم) فارجع إليه.

(٤) وفي (٢/ ٤٤٢) ط: (دار الكتب العلمية).

(٥) لأبي الطيب المتنبي كما في ديوانه (٢/ ١١٧) (شرح البرقوقي)، وفيه: (الأَفهام) بدل (الأذهان).

(٦) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/٩٨)، (ط ٢/ ١/١٣٦)، (ط ٣/ ١/١٩٠).

(٧) ذكره في (فتح الباري شرح البخاري)، وقد تقدَّم الكلام عليه تحت بحث (خبر المنزلة ودلالته على خلافة أمير المؤمنين #)، فارجع إليه موفقًا.