بَيَانُ الاسْتِحْقَاقِ لِجَمِيعِ مَنَازلِهِ مِنْ مُوسَى، لَا أَنْ يَكُونَ كَهَارُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ.

  وِمْن مَنَازِلِهِ أَنَّهُ أَحَقُّ بِالأَمْرِ، وَأَفْضَلُ الأُمَّةِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَفَادَهُ عُمُومُ الْمَنْزِلَةِ، لِدَلَالَةِ الاسْتِثْنَاءِ.

  وَلِأَنَّهَا جِنْسٌ مُضَافٌ⁣^(⁣١)، وَهْيَ مِنْ صِيَغِ العُمُومِ، كَمَا قُرِّرَ فِي الأُصُولِ.

  إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ النَّبَوِيَّةِ، كَقَوْلِهِ ÷: «وَهْوَ وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي»⁣^(⁣٢).

  وَغْيرِ ذَلِكَ مِنْ سَائِرِ الدَّلَالَاتِ وَالإِشَارَاتِ، مِمَّا لَا يُحَاطُ بِهِ كَثْرَةً، كِتَابًا وَسُنَّةً.

  وَلَعَمْرُ اللَّهِ إِنَّهَا لا تَخْفَى عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاءِ العُلَمَاءِ، وَلَكِنْ كَمَا قِيلَ:

  نَعْرِفُ الْحَقَّ ثُمَّ نُعْرِضُ عَنْهُ ... وَنَرَاهُ وَنَحْنُ عَنْهُ نَمِيلُ

  لِهَوَى النُّفُوسِ سَرِيرَةٌ لَا تُعْلَمُ

  فَالْحُكْمُ لِلَّهِ العَلِيِّ الكَبِيرِ، نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.

(١) أي في قوله: «مَنْزِلَةِ هاروَن ...».

(٢) أحمدُ بنُ حنبل في (المسند) (١٦/ ٤٩٧)، رقم (٢٢٩٠٨)، ط: (دار الحديث) ورواه في (فضائل الصحابة) (٢/ ٨٥٦)، رقم (١١٧٥). أحمدُ في (مسنده) (٣٣/ ١٥٤)، رقم (١٩٩٢٨)، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. ورواه أحمد في (الفضائل) (٢/ ٧٤٩) رقم (١٠٣٥)، وقال المحقق (عباس): «إِسْنَادُهُ حَسَنٌ». ورواه القَطِيعي في (زوائد الفضائل) برقم (١٠٦٠)، وحَسَّن المحقق إسناده. ورواه أبو داود الطيالسي في (المسند) (٢/ ١٦٨) رقم (٨٦٨) قال المحقق (التركي): «إِسْنَادُهُ حَسَنٌ». وقال البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة) (٩/ ٢٤٥) رقم (٨٩١١): «رَوَاهُ أَبُو دَاودَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ»، ورواه ابن أبي شيبة في (الْمُصَنَّف) (١٧/ ١٣٠) رقم (٣٢٧٨٤)، وصحح السيوطي إسناده في (جمع الجوامع)، ورواه ابن جرير الطبري وصححه، كما في (كنز العمال) (١٣/ ١٤٢)، رقم (٣٦٤٤٤)، ورواه الترمذي برقم (٣٧٢١)، وقال: «حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وصححه الألباني في (صحيح الترمذي) رقم (٢٩٢٩). الحافظ ابن حجر في (الإصابة) (٤/ ٥٦٩). ورواه النسائي في (الخصائص) برقم (٨٩)، ورواه النسائي في الفضائل مختصرًا برقم (٦٨)، ورواه أبو يعلى (١/ ٢٩٣)، برقم (٣٥٥). ورواه ابن حبان في (صحيحه - التعليقات الحسان) (١٠/ ٦٧) رقم (٦٨٩٠). قال الألباني: «صَحِيحٌ»، ورواه الحاكم (٣/ ١١٩)، رقم (٤٥٧٩)، وقال: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ»، وصححه الألباني في (الصحيحة) (٥/ ٢٦١)، برقم (٢٢٢٣).

انظر (لوامع الأنوار - الفصل الحادي عشر) للإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي # ج ٣ (ص/١٩٧) ط ٣.