مع القاضي العلامة الحافظ الحسين بن أحمد السياغي في كتاب الروض النضير
  تُفِيدُ عِنْدَهُمْ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْخَبَرَ إِلَّا مُسْلِمٌ(١).
  (٢٦) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٢، ص ٣٢٤، س ٢٥):
  «وَمِنْ ذَلِكَ - أَيْ أَعْذَارُ الْجُمُعَةِ - الْمَطَرُ وَالطِّينُ وَالدَّحَضُ؛ لِحَدِيثِ الْبُخَارِيِّ(٢) وَمُسْلِمٍ(٣) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلَا تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ.
  قَالَ: فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ. فَقَالَ: قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُم فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالْمَطَرِ(٤)».
  عَلَّقَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ # عَلَيْهِ عَلَى قَوْلِهِ: (فَتَمْشُونَ)(٥): الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ مَنْصُوبٌ عَطْفًا عَلَى أُحْرِجَ، وَرَفْعُهُ عَلَى الْاسْتِئْنَافِ خِلَافُ الْمَقْصُودِ.
  (٢٧) وَقَالَ فِي (الرَّوْضِ) (ط ٢، ج ٢، ص ٣٣٢، س ١١): «مَيْسَرَة أَبِي جَمِيلَةَ».
  قَالَ مَوْلَانَا الْإِمَامُ الْحُجَّةُ مَجْدالدِّين الْمُؤَيَّدِيُّ #: هُوَ أَبُو جَمِيلَةَ مَيْسَرَةُ بْنُ يَعْقُوبَ الطُّهَوِيّ - بِضَمِّ طَاءٍ، وَفَتْحِ هَاءٍ، وَكَسْرِ وَاوٍ - نُسِبَ إِلَى طُهَيَّةَ أُمِّ وَلَدِ مَالَكِ بْنِ حَنْظَلَةَ، أَبُو جَمِيلَةَ، صَاحِبُ رَايَةِ عَلِيٍّ #.
  رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ #، وَعَنْ عُثْمَانَ.
  وَعَنْهُ: ابْنُهُ عبدُ اللهِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى التَّغْلِبِي.
  وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، خَرَّجَ لَهُ الْأَرْبَعَةُ إِلَّا التَّرْمِذِيَّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُحَمَّدٌ وَالْمُؤَيَّدُ باللهِ. اهـ مِنَ (الطَّبَقَاتِ).
(١) صحيح مسلم برقم (٢٩٥٠) (كتاب الحج - باب حجة النبي ÷). ط: (العصرية).
(٢) البخاري برقم (٩٠١) (كتاب الجمعة - بَابُ الرُّخْصَةِ إِنْ لَمْ يَحْضُرِ الجُمُعَةَ فِي الْمَطَرِ).
(٣) صحيح مسلم برقم (١٦٠٤).
(٤) هكذا في الروض النضير، وفي الصحيحين: فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ [الزَّلق].
(٥) الذي في مسلم: فتمشوا.