مع العباس بن أحمد في تتمة الروض النضير
  شَرِيكٍ(١) مِنْ ثَلَاثِ طُرُقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ.
  وَقَوْلِهِ ÷: «أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا». أَخْرَجَهُ ابْنُ الْمُغَازِلِيِّ(٢)، وَالتِّرْمِذِيُّ(٣)، وَأَبُو نُعَيْمٍ(٤)، وَالْكَنْجِيُّ(٥)، وَصَاحِبُ (الْمُحِيطِ) عَنْ عَلِيٍّ. وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحْصَى.
  أَيَجُوزُ أَنْ تَعْدِلَ عَنْ هَذِهِ الأَدِلَّةِ لِخَبَرٍ وَاهِي الأَرْكَانِ؟! ثُمَّ تُفَرِّعُ عَلَيْهِ بِأَنَّ عَلِيًّا مِنْ عَرَضِ الصَّحَابَةِ، بَلْ تُرَجِّحُ عَلَيْهِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي حُكْمِ الْمَوَارِيثِ؟!
  هَذَا شَأْنُ الْمُعْرِضِ عَنْ عُلُومِ الْعِتْرَةِ وَالْعَدْلِيَّةِ، وَالْحَافِظِ فِي عِلْمِ العَامَّةِ، سِيَّمَا ذَوِي الْمَبَادِئ، يَكُونُ كَالَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ.
  وَلِذَا قَالَ عَلِيٌّ # فِي رَدِّ مِثْلِ هَذَا، - أَعْنَي خَبَرَ الأَصْلِ -: (أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِبًا وَبَغْيًا عَلَيْنَا)، إِلخ مَا فِي (نَهْجِ البَلَاغَةِ)(٦).
  وَقَالَ(٧): (نَحْنُ الشِّعَارُ وَالأَصْحَابُ، وَالْخَزَنَةُ وَالأَبْوَابُ، وَلَا تُؤْتَى الْبُيُوتُ إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا، فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّيَ سَارِقًا)(٨).
(١) (شواهد التنزيل) (١/ ٨٢) بأرقام (١١٩) و (١٢٠)، و (١٢١).
(٢) (المناقب) لابن المغازلي (ص/٧٤) برقم (١٢٨).
(٣) (السنن) للترمذي، برقم (٣٧٣٢).
(٤) (حلية الأولياء) لأبي نُعَيم (١/ ١٠٣)، رقم (١٩٣).
(٥) (المناقب) للكنجي (ص/١١٨) (الباب الحادي والعشرون).
(٦) والخطبة بتمامها: (أَيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنَا كَذِباً وَ بَغْياً عَلَيْنَا، أَنْ رَفَعَنَا اللَّهُ وَ وَضَعَهُمْ، وَأَعْطَانَا وَحَرَمَهُمْ، وَأَدْخَلَنَا وَأَخْرَجَهُمْ، بِنَا يُسْتَعْطَى الْهُدَى، وَيُسْتَجْلَى الْعَمَى، إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا فِي هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ، لا تَصْلُحُ عَلَى سِوَاهُمْ، وَلا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ).
(٧) من خطبة له # يذكر فيها فضائل أهل البيت $، ومنها: (فيهِمْ كَرَائِمُ الْقُرْآنِ، وَهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمَنِ، إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا، وَإِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا، فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَ لْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ ...).
(٨) وهو # القائل - كما في نهج البلاغة -: (اسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْ ءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّاعَةِ، وَلَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِائَةً، وَتُضِلُّ مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا، وَمُنَاخِ رِكَابِهَا، وَمَحَطِّ رِحَالِهَا، وَمَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلًا، وَمَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتًا). =