مع العباس بن أحمد في تتمة الروض النضير
  عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ عُمَيْر(١).
  قَالَ الإمَامُ الحجّة مجدالدِّين المؤيَّدي #: ونتبعه بحَدِيث: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِم اقْتَدَيْتُم اهْتَدَيْتُم»، وَقَدْ أَوْضَحَ الْحُفَّاظُ بُطْلَانَهُ(٢).
(١) قال المولى العلامة فخر الإسلام عبد الله بن الإمام الهادي القاسمي رضوان الله تعالى وسلامه عليهما في (الجداول الصغرى): «عبد الملك بن عُمير الفَرَسِيُّ اللَّخْمِيُّ، أبو عُمر الكوفي القبطي، عن: أنس، وعدي بن حاتم، وابن أبي ليلى، وعنه: سليمان التَّيْمِي، والأعمش، والسفيانان [ابن عُيينة، والثوري] وشَريكٌ، وغيرهم، قال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد: هو مضطرب. وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه. وقال الباقر: كان شرطيًّا على رأس الحجاج عاملًا لبني أمية.
وروى المرشد بالله [في الأمالي الخميسية (١/ ١٧٢)] أنَّه أَجهز عَلَى عبد الله بن يَقْطُر رضيعِ الحسين بن علي #، واحتزَّ رأسه في الكوفة. وحكي أيضًا أنَّه كان يَمرُّ بأصحاب علي # وهم جرحى فيقتلهم، فعوتب على ذلك، فقال: إنَّما أردت أريحهم. وقال أبو طالب: كان من أعوان بني أمية. رأى الوصي، وعاش مائة وثلاث سنين، وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة أو نحوها.
قال المولى العلامة: هو راوي حديث «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر»، احتج به الجماعة، وذبَّ عنه الذهبي». انتهى. قلت: وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (٥/ ٤٣٩)، ط: (الرسالة): وَرَوَى: إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: مُخَلِّطُ. وَقَالَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ الهِسِنْجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ يَقُوْلُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ مُضْطَرِبُ الحَدِيْثِ جِدًّا، مَعَ قِلَّةِ رِوَايَتِه، مَا أَرَى لَهُ خَمْسَ مائَةِ حَدِيْثٍ، وَقَدْ غَلِطَ فِي كَثِيْرٍ مِنْهَا. وَذَكَرَ إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنْ أَحْمَدَ: أَنَّهُ ضَعَّفَه جِدًّا. انتهى بتصرف.
(٢) أي حديث «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ ...». قال الحافظ ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) (٢/ ٩٠) (الطبعة المنيرية): «وهذا الكلام لا يَصِحُّ عن النبيِّ ÷». وقال ابن حزم في (الإحكام) (٥/ ٦٤) عن هذا الحديث، بأنه: «باطل مكذوب».
واستوعب طرقَهُ الحافظُ ابنُ حجر في (التلخيص) (٤/ ١٥٦٧) برقم (٢٠٩٨)، ط: (الباز) فقال: «حَدِيثُ: «أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ، بِأَيِّهِم اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ»: عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي (مُسْنَدِهِ) مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَن ابْنِ عُمَرَ، وَحَمْزَةُ ضَعِيفٌ جِدًّا. وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي (غَرَائِبِ مَالِكٍ) مِنْ طَرِيقِ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، وَجَمِيلٌ لَا يُعْرَفُ، وَلَا أَصْلَ لَهُ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ، وَلَا مَنْ فَوْقَهُ.
وَذَكَرَهُ الْبَزَّارُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ، وَعَبْدُالرَّحِيمِ كَذَّابٌ، وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَيْضًا، وَإِسْنَادُهُ وَاهٍ. وَرَوَاهُ الْقُضَاعِيُّ فِي (مُسْنَدِ الشِّهَابِ) لَهُ، مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي إسْنَادِهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، وَهْوَ كَذَّابٌ.
وَرَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ فِي (كِتَابِ السُّنَّةِ) مِنْ حَدِيثِ مِنْدَلٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَن الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ مُنْقَطِعًا، وَهْوَ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: هَذَا الْكَلَامُ لَمْ يَصِحَّ عَنْ النَّبِيِّ ÷. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: هَذَا خَبَرٌ مَكْذُوبٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ».