مجمع الفوائد المشتمل على بغية الرائد وضالة الناشد،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[تصحيح حديث «وأن تعتمر خير لك»]

صفحة 591 - الجزء 1

  بَاطِلٌ». إِلَى أَنْ قَالَ: «فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ»». إلخ.

  قُلْتُ: يُقَالُ: الصَّرِيحُ الأَبْيَنُ مَا رَوَاهُ الإِمَامُ الأَعْظَمُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ⁣(⁣١)، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ $: (لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ).

  وَيَظْهَرُ أَنَّ الْمُؤَلِّفَ يَعْدِلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا؛ لِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ #، إِمَّا لِأَجْلِ الاحْتِجَاجِ عَلَى الْغَيْرِ الَّذِينَ لَا يَقُولُونَ: بِأَنَّ لَهُ حُكْمَ الْمَرْفُوعِ، أَوْ لِأَنَّ مَذْهَبَهُ ذَلِكَ.

  وَالْحَقُّ أَنَّ قَوْلَ عَلِيٍّ # حُجَّةٌ، لَهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، وَهْوَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعِتْرَةِ $؛ لِلأَخْبَارِ الْمَعْلُومَةِ، نَحْوِ قَوْلِهِ ÷: «عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ»، وَهْوَ يَعُمُّ الأُصُولَ وَالْفُرُوعَ.

  وَقَد اسْتَوْفَى الاحْتِجَاجَ عَلَى ذَلِكَ وَالِدُ الْمُؤَلِّفِ الْحُسَيْنُ بْنُ القَاسِمِ @ فِي (شَرْحِ الغَايَةِ)⁣(⁣٢)، وَغَيْرُهُ.

  وَاسْتَكْمَلْتُ البَحْثَ فِي (لَوَامِعِ الأَنْوَارِ)⁣(⁣٣)، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.

  (٣) قَوْلُهُ (ص/١١٧)⁣(⁣٤): «وَالْحَالُ قَيْدٌ فِي صَاحِبِهَا»، - أَيْ فِي: أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ دَخَلْتِ رَاكِبَةً - ... إلخ.

  قُلْتُ: صَوَابُهُ: قَيْدٌ فِي العَامِلِ، وَهْوَ فِي الْمِثَالِ: دَخَلْتِ، فَالدُّخُولُ مُقَيَّدٌ بِالرُّكُوبِ، فَالْحَالُ وَصْفٌ لِلْصَّاحِبِ، قَيْدٌ لِلْعَامِلِ، كَقَوْلِهِ: جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا، فَالرُّكُوبُ قَيْدٌ لِلْمَجِيء، وَصْفٌ لِزَيْدٍ.

  هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي قَوَاعِدِ النَّحْوِ، وَاللَّهُ تَعَالَى وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.


(١) المجموع الشريف للإمام الأعظم زيد بن علي @ (ص/٣٠٤) (باب الولي والشهود في النكاح).

(٢) شرح الغاية (١/ ٥٤٤).

(٣) (لوامع الأنوار) للإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # (الفصل الأول) (ط ١/ ١/١٤٣)، (ط ٢/ ١/٢٠١)، (ط ٣/ ١/٢٨٧).

(٤) وفي (ص/١١٠) من طبعة (مكتبة اليمن الكبرى).