البلاغ المبين
البلاغ المبين
  
  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِين، مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، الْمُرْسَلِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين، وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِين، وَعَلَى آلِهِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا، هُدَاةِ الأُمَّة، وَمَعْدِنِ الْحِكْمَة، {وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ}[البقرة: ٢٦٩].
  أَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَهُ فِي الصَّلَاة، وَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ مَعَ سَائِرِ ذَوِي قُرْبَاه كَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ الزَّكَاة، وَخَلَّفَهُمْ فِي أُمَّتِهِ مَعَ كِتَابِ اللَّه، وَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ أَمَانٌ كَالنُّجُومِ وَكَسَفِينَةِ النَّجَاة، وَبَعْدُ:
  فَيَقُولُ الْمُفْتَقِرُ إِلَى اللَّهِ ø، الْمُسْتَغْنِي بِهِ فِيمَا دَقَّ وَجَلَّ، الْمُسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَا عَقَدَ وَحَلَّ، أَبُو الْحَسَنَيْنِ مَجْدالدِّين بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَلَاحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الإِمَامِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ الْمُؤَيَّدِ الْحَسَنِيُّ الْمُؤَيَّدِيُّ - أَسْبَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ رِضْوَانَه، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ شَآبِيبَ(١) فَضْلِهِ وَإِحْسَانَه -:
  إِنَّهُ تَوَجَّهَ الطَّلَبُ مِمَّنْ يَنْبَغِي إِسْعَادُهُم، وَلَا يَحِقُّ رَدُّهُم وَإِبْعَادُهُم، أَنْ أَجْمَعَ مَا تَفَرَّقَ فِي مُؤَلَّفَاتِ الْعِتْرَةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَأَوْلِيَائِهِم الْبَرَرَةِ، مِنْ صَحِيحِ سُنَّةِ الرَّسُولِ الأَمِين، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَمَا صَحَّ عَنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين، الَّذِي هُوَ مَعَ الْحَقِّ، كَمَا أَخْبَرَ سَيِّدُ الْخَلْقِ، أَوْ صَحَّ فِيهِ الإِجْمَاعُ.
  وَقَدْ أُورِدُ مَا يَشْهَدُ لِمَا صَحَّ، وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ عِنْدِي سَنَدُهُ، اعْتِمَادًا عَلَى مَا
(١) الشُّؤْبوبُ: الدُّفْعَةُ مِنَ الْمَطَرِ. (ج): شآبيب. تمت قاموسًا.