[كلام الإمام الهادي عز الدين بن الحسن @ في قبول الخبر الآحادي في الجرح والتعديل]
  وَلَوْ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ لَكَانَ يَلْزَمُ أَنْ لَا يُقْبَلَ فِيمَنْ عُلِمَ كُفْرُهُ أَنَّهُ أَسْلَمَ إِلَّا بِقَاطِعٍ.
  وَلَقَدْ كَثُرَ لَعَمْرُ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ العَجَبُ، وَلَا عَجَبَ إِلَّا لِصُدُورِهِ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الأَنْظَارِ، الْمَلِيِّينَ بِالإِيرَادِ وَالإِصْدَارِ.
  فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعَضَّ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ، وَلَا ضَرَبَ بِسَهْمٍ نَافِعٍ، فَالْحَالُ فِيهِ كَمَا قَالَ:
  وَابْنُ اللَّبُونِ إِذَا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ ... لَمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَنَاعِيسِ(١)
  وَقَالَ آخَر:
  مَنْ تَزَيَّا بِغَيْرِ مَا هُوَ فِيهِ ... فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
  وَجَرَى في العُلُومِ جَرْيَ سُكَيْتٍ ... خَلَّفَتْهُ الْجِيَادُ يَوْمَ الرِّهَان
  وَحَسْبُكَ بِقَولِ الحَكِيمِ العَلِيمِ: {أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٢٢}[الملك]، {هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ}[الزمر ٩].
[كلام الإمام الهادي عز الدين بن الحسن @ في قَبول الخبر الآحادي في الجرح والتعديل]
  نعم، وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى تَحْقِيقٍ فِي هَذَا الْمُقَامِ، يُسْتَشْفَى بِهِ مِنَ الأُوَام(٢)، لِوَالِدِنَا إِمَامِ الْمُحَقِّقِينَ، وَعَلَمِ أَعْلَامِ الْمُدَقِّقِينَ، الهَادِي إِلَى الحَقِّ الْمُبِينِ أَبِي الحَسَنِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ $.
(١) لجرير كما في ديوانه، (ص/٢٥٠)، ط: (دار بيروت).
«ابنُ اللَّبُونِ: وَلَدُ النَّاقَةِ إذا كانَ في العَامِ الثَّاني واسْتَكْمَلَهُ، أَو إذا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ ودَخَلَ في العامِ الثَّالِثِ.
وبَزَلَ الْبَعِيرُ بُزُولًا - مِنْ بَابِ قَعَدَ -: فَطَرَ نَابُهُ؛ بِدُخُولِهِ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ، فَهُوَ بَازِلٌ، يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى، وَالْجَمْعُ: بَوَازِلُ وَبُزَّلٌ.
والقَناعِيسُ جمع قِنْعَاس - بالكَسْرِ -: هو مِنَ الإِبلِ: العَظِيمُ الضَّخْمُ، ويُقَال: ناقَةٌ قِنْعَاسٌ: طَوِيلَةٌ عَظِيمَةٌ سَنِمةٌ، وكذلِكَ الجَمَلُ، وهو من صِفاتِ الذُّكُورِ، عند أَبِي عُبَيد. والقِنْعاسُ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الْمَنِيعُ.
ويُقَالُ للبَعيرَيْنِ إذا قُرِنَا في قَرَنٍ واحدٍ: قد لُزَّا، وكذلك وَظيفا البعيرِ يُلَزَّانِ في القَيْد، إذا ضُيِّقَ». انتهى بتصرف من (تاج العروس) و (المصباح).
(٢) «الْأُوَامُ - بِالضَّمِّ -: حَرُّ الْعَطَشِ». تمت من (المختار).