[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله
  تمام(١) في الحماسة. ولم يكن في بني هاشم ذلك الزمان من له مثل هذا الشعر والطبع يفرّق بين الأولى وهذه.
  وأما قريش فقد كان فيهم مثل عمر بن أبي ربيعة وهو شاعر مقدّم، وقيل أن العرب سلمت لقريش السبق إلى كل فضل إلّا الشعر حتى نشأ عمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد(٢) المخزوميان، فسلمت لهم الشعر أيضا.
  وقال القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن عبد الحق - الآتي ذكره إن شاء اللّه تعالى(٣) -: إن الوهم لم ينشأ من إسماعيل، إنما تبع أبا الفرج وغيره.
  ونسب أبو الفرج إلى الإمام إبراهيم أيضا أبياتا بائية فيها تعسّف، وقال أبو زيد إنها لغالب الهمداني، وقال ابن المدائني وحرمي بن العلاء، إنها لإبراهيم ومنها:
(١) هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي. ولد سنة ١٩٢ (وقيل غير ذلك). نشأ بمصر ثم انتقل إلى العراق. كان أديبا منشيا، له ديوان الحماسة، ومختار شعر القبائل، وفحول الشعراء، وديوان شعره. كان ظريفا حسن الأخلاق كريم النفس، متوقد الذهن، قيل إنه كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب. بلغ في الشعر غاية الكمال، فنظم في كل ضرب، ولكنه بلغ في الرثاء درجة لم يبلغها شاعر قبله ولا بعده، توفي بالموصل سنة ٢٣٢ هـ (وقيل غير ذلك). أفرد العلامة السيد محسن العاملي الجزء التاسع عشر من موسوعته - أعيان الشيعة - وهو مجلد ضخم، لترجمة أبي تمام.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ١١ - ٢٦، والكنى والألقاب ١/ ٢٨، وأخبار أبي تمام للصولي، والموازنة بين أبي تمام والبحتري، وأمراء الشعر العربي في العصر العباسي / ١٨٣ - ٢٣٤، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ٢/ ٧٧ - ٧٩، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٧ - ٣٨.
(٢) الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي من قريش: شاعر غزل، من أهل مكة نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة. وكان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح ولا الهجاء، وكان يهوى عائشة بنت طلحة ويشبب بها. وله معها أخبار كثيرة. وكان ذا خطر وقدر ومنظر في قريش، ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد اللّه بن الزبير، فاستتر الحارث خوفا، ثم رحل إلى دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة، وتوفي بها نحو سنة ٨٠ هـ. جمع الدكتور يحيى الجبوري ما وجد من شعره في كتاب «شعر الحارث بن خالد المخزومي - ط».
ترجمته في:
الأغاني ٣٠٨ - ٣٣٩، وتهذيب ابن عساكر ٣: ٤٣٧ وخزانة البغدادي ١: ٢١٧ ومجلة الأديب:
يناير ١٩٧٣، الإعلام ط ٤/ ٢ / ١٥٤.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ٢٣.