[128] أم أبيها فاطمة الزهراء ابنة رسول الله
  وفي رواية أهل السنّة: حتى تجوز على الصراط الممدود(١)، وفيه دليل أن لا بدّ من المرور عليه، فلو سلم منه أحد لما مرّت عليه هذه الوليّة مع هذه الكرامة، لكن اللّه يسهّله على هذه النفوس المطمئنة، وهو في اللغة الطريق وهو حقيقة جسر ممدود فوق واد جهنم، يهوي منه الكافر، خلافا لأكثر المعتزلة، والقرآن والحديث يردّ عليهم.
  وصحّ عنه ÷ أنه قال: «إن اللّه يغضب لغضب فاطمة»، وغير ذلك مما هو مشهور.
  وهي سيدة نساء العالمين. كما أن مريم سيدة نساء عالمها(٢).
  وروى الشيخ أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة الحسين بن علي رضوان اللّه عليه: عن قعنب بن المحرز، أن فاطمة الزهراء كانت تكنى بأمّ أبيها(٣)، وولدت لعلي # الحسن والحسين وأسقطت المحسن بتشديد المهملة المكسورة، قيل:
  لفزع السقيفة.
  وذكر مجد الدين ابن الأثير الجزري في النهاية من شعر فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها بعد أخذ فدك من يدها تخاطب أباها [من البسيط]:
  قد كان بعدك أنباء وهينمة(٤) ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
  إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها ... واختلّ قوم فشاهدهم فقد نكبوا
  تجهّمتنا رجال واستخفّ بنا ... مذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصب
  فليت قبلك كان الموت صادفنا ... قوم تمنّوا فخصّوا بالذي طلبوا
  أبدت رجال لنا فحوى صدورهم ... لما مضيت وحالت دونك الحجب(٥)
(١) ن. م.
(٢) أنظر: حلية الأولياء ٢/ ٤٠، صحيح البخاري ٧/ ١٤١ (في حديث)، مسند أحمد ٦/ ٢٨٢ (في حديث) ينابيع المودة ٢/ ٣٢١.
(٣) الأغاني ١٦/ ١٤٥ ترجمة الحسين بن علي.
(٤) في كشف الغمة ٢/ ١١٥، بلاغات النساء ط النجف ١٤، ط القاهرة ١٨ شاعرات العرب في الجاهلية والاسلام ٢٤٨ - ٢٤٩، الزهرة ٢/ ٨٨ «.. أنباء وهنبثة».
(٥) النهاية لابن الأثير، بلاغات النساء ط النجف / ١٤، ط القاهرة ١٨، مناقب آل أبي طالب، الزهرة ٢/ ٨٣٨، حسن الصحابة، أعلام النساء، العقد الفريد ٣/ ٢٣٨، كشف الغمة ٢/ ١١٥، شاعرات العرب في الجاهلية والاسلام ٢٤٨ - ٢٤٩، شاعرات العرب في الاسلام ١٠١.