نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[128] أم أبيها فاطمة الزهراء ابنة رسول الله

صفحة 473 - الجزء 2

  وأسند هذه الأبيات: غير ابن الأثير، لكنّي ذكرت روايته لما كان من غير الشيعة.

  ولمّا دفن رسول اللّه ÷ جاءت فاطمة # بعد يوم أو يومين حزينة باكية فألقت نفسها على قبره الشريف، وقالت [من الكامل]:

  ماذا على من شمّ تربة أحمد ... أن لا يشمّ مدى الزمان غواليا

  صبّت عليّ مصائب لو أنّها ... صبّت على الأيام عدن لياليا⁣(⁣١)

  ولما توفيت الزهراء صلوات اللّه عليها دفنها علي # بالبقيع ليلا بوصية منها في ذلك التاريخ المذكور وقال يرثيها [من الطويل]:

  لكلّ اجتماع من خليلين فرقة ... وكلّ الذي دون الممات قليل

  وإن افتقادي فاطما بعد أحمد ... دليل على أن لا يدوم خليل⁣(⁣٢)

  ولها أيضا أشعار مذكورة في السير قالتها في حياة النبي ÷.

  وذكر الشريف النسّابة ابن عنبة الحسني في «عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب» الذي ألّفه لتمرلنك: إن أبا المحاسن نصر بن عنين الدمشقي⁣(⁣٣) الشاعر المشهور توجه إلى مكة ومعه مال وثياب، فخرج عليه بعض بني داود الحسنيين أهل شجرة، فنهبوا ماله وجرحوه، فكتب إلى الملك العزيز طغتكين بن أيوب صاحب اليمن، وكان أخوه صلاح الدين قد طلبه للاستعانة على حرب فرنج الشام، فكتب إليه ابن عنين من قصيدة يحرّضه على أولئك الأشراف، أوّلها:

  أعيت صفات نداك المصقع اللسنا ... وجرت في الجود حدّ الجود والحسنا

  وما تريد بجسم لا حياة له ... من خلّص الزبد ما أبقى لك اللبنا

  ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه ... فما يساوي إذا قايسته عدنا


(١) السيرة النبّوية والآثار المحمدية ٢/ ٤٠٣، مناقب آل أبي طالب ١/ ٢٠٨، سير أعلم النبلاء ٢/ ٩٧، بحار الأنوار ٧٩/ ١٠٦، السيرة الحلبية، حماسة الظرفاء.

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣/ ١٦٣، سراج الملوك ٢٣، مروج الذهب ٢/ ٢٩١، كاملة في أنوار العقول قطعة ٣٤٢ وفيه تخريج المقطوعة من المصادر التي أوردتها.

(٣) مرت ترجمته بهامش سابق.