[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله
  فواللّه لخفنا أن لا نفترق حتى توضع في أعناقنا الحبال، ثم تعقب ذلك خروجه مع الإمام إبراهيم.
  وروى أبو الفرج عن مسعود الرحّال قال: شهدت باخمرى وإني لأنظر إلى إبراهيم وهو في فسطاطه وبين يديه علم مذهّب مركوز، فسمعته يقول: أين أبو حمزة؟ فأقبل شيخ كبير على فرس، فلما دنا عرفت وجهه وإذا هو شيخ كان يعمل القلانس بالكوفة على باب دار ابن مسعود فقال له: هذا العلم تقف به في الميسرة، فالتقى الصفّان، وقتل إبراهيم، وانهزم أصحابه، وإنه لواقف مكانه، فقيل له: ألا ترى صاحبك قد قتل وقد تفرّق الناس؟ قال: إنه قال لا تبرح.
  فقاتل على عقربه، ثم راجلا، حتى قتل(١).
  وقال سفيان الثوري: لما قتل إبراهيم ما أظن الصلاة تقبل، إلّا أن الصلاة خير من تركها.
  وروى أبو الفرج: عن أبي نعيم قال: سمعت زفر بن الهذيل يقول: كان أبو حنيفة يجهد(٢) في أمر إبراهيم مجهدا شديدا فنهيته(٣)، فلما كان بعد ذلك كتب المنصور إلى عيسى بن موسى وهو بالبصرة يأمره بحمله إلى بغداد فرأيته وهو راكب حمارا وقد كاد وجهه أن يسودّ، فقدم به بغداد فسقي شربة مات منها سنة خمسين ومائة، وعمره سبعون سنة.
  ولم ينفرد الأصبهاني بهذه الرواية بل رواها صاحب «شقائق النعمان في مناقب النعمان» من متأخري الحنفية.
  وأما رأس الإمام إبراهيم فلم يذكر الأصبهاني مصيره.
  * * *
  وذكر الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن تقي الدين المقريزي في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: إن رأس أبي الحسن إبراهيم بن عبد اللّه في مسجد خارج القاهرة المعزية يعرف أولا بمسجد بترنم بالحميرة، وبالتبر،
(١) مقاتل الطالبيين ٣٤٥ - ٣٤٦.
(٢) في المقاتل: «يجهر جهرا».
(٣) مقاتل الطالبيين ٣٦١.