نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[130] أبو شجاع، عضد الدولة، فناخسرو بن ركن

صفحة 483 - الجزء 2

  وذكر ابن خلكان: أن السلامي لما قصده من بغداد إلى فارس، وكان السلامي عين شعراء العراق وقت أقبال سعادته فأنشد قصيدة منها:

  إليك طوى عرض البسيطة عاجلا ... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر

  وكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر

  وبشّرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر

  قال: وعلى الحقيقة هذا هو الشعر والسحر الحلال على ما يقال، وقد أخذ المعنى القاضي أبو بكر أحمد الأرّجاني فقال:

  يا سائلي عنه لما جئت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار

  لقيته فرأيت الناس في زحل ... والدهر في ساعة، والأرض في داري

  ولكن أين الثرى من الثريا؟ قال: وهذا المعنى موجود في قول المتنبي:

  هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق⁣(⁣١)

  لكنّه ما استوفاه، فإنه ما تعرّض لذكر اليوم الذي جعله السلامي هو الدهر، ومع هذا فليس له طلاوة بيت السلامي⁣(⁣٢).

  قلت: لقد أحسن ابن خلكان الانتقاد وأيضا معنى «وأنت الخلائق» موجود في قول أبي نواس:

  وليس للّه بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

  وإنما أخذه أبو نواس من قول النبي ÷ للأنصاري الذي قال لمن سأله عن قتلى بدر: وهل لقينا إلّا عجائز صلعا فنحرناها؟ فقال النبي ÷: يا بن أخي أولئك الملا.

  وقال الثعالبي في اليتيمة⁣(⁣٣): أنشدني أبو سعيد نصر بن يعقوب أبياتا لعضد الدولة ومنها [من البسيط]:

  يا طيب رائحة من نفحة الخيري ... إذا تنفّس جلباب الدياجير


(١) ديوان المتنبي ٧٠.

(٢) وفيات الأعيان ٤/ ٥٢ - ٥٣.

(٣) يتيمة الدهر ٢/ ٢١٨.