[131] السيد القاسم بن الحسن بن المطهر بن محمد
  ومن شعره أيضا:
  لا تلمني في دموعي أن جرت ... هذه أنفاس نجد قد سرت
  أورثتني دون صحبي نشوة ... طرب الكون لها لما انبرت
  وروت لي عن اثيلات اللوى ... خبرا يا طيب ما قد خبّرت
  أنبأتني عن سليمى أنّها ... أظهرت من ودّنا ما أضمرت
  سادتي في حبّكم لي غادة ... أن تجلّت في الدياجي قمرت
  وله أيضا:
  حنيني إليكم ما حييت مرجّع ... ولى كبد فيكم براها التوجع
  أظل نجي الشوق لا نار مهجتي ... تبوح ولا شمل الأسى يتصدع
  أخا الوجد ان جاورت رمل محجر ... ولاح لعينيك الجناب الممنّع
  وجزت الغضى حيّ الغضى وحلوله ... وصافحه نشر الصبا المتضوع
  وجئت إلى واد هناك مقدس ... بأكنافه نور الجلالة يسطع
  أشعته كالشمس في كلّ وجهة ... وفي كل أفق منه للحسن مطلع
  هنالك فيه للعقول مصائد ... تفنّن أسباب الهوى وتنوّع
  حنيني إلى ذاك الجناب ومن به ... حنين ثكول ليس تنفك تدمع
  ولي نحوهم في كل حين وساعة ... نزوع على طول المدى وتطلع
  وما زلت مذ شاهدت كنه جلالهم ... أذلّ لديهم ما حييت وأخضع
  عليهم تحياتي غواد روائح ... بها الريح تسري والركائب توضع(١)
  هذا منهج صوفي، وهلال في أفق سماء الإحسان موفي.
  وله هذه الطرديّة البديعة الحسنة المسفرة:
  وليلة من الليالي الزهر ... ذات شذا من طيبها ونشر
  كأنّها قد ضمّخت بعطر ... ساهرت فيها نجمها ببدر
  بدر حوى حسن الرداح البكر ... ألحاظه قد دعّجت بسحر
  تعزّ عنه سلوتي وصبري ... حلو المزاج دائما والبشر
  ذي قامة مثل القضيب النظر ... بت بها في خفض عيش غمر
(١) نشر العرف ٢/ ٣٥٣ - ٣٥٤.