[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس
  على كسرى بعد أن أهدى له هدية فقبلها منه وأظهر له الجميل فتوجّه نحوه.
  ولقيه زيد بن عدي على قنطرة ساباط فقال له: يا نعيم إنج بنفسك، فقال النعمان: أفعلتها يا زيد أما واللّه لئن عشت لك لأقتلنك قتلة ما قتلها عربي ولألحقنّك بأبيك، فقال زيد: إمض لشأنك نعيم فقد واللّه أخّيت لك أخيّة لا يقطعها المهر الأرن(١) فلما وصل إلى بابه أمر به فقيّد وبعث به إلى سجن خانقين، ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته، وقيل مات بالطاعون في السجن(٢) ومن مشهور شعر عدي بن زيد:
  أيّها الشّامت المعيّر بالدّه ... ر أأنت المبرّأ الموفور
  أين كسرى كسرى الملوك أنو شر ... وان أم أين قبله سابور(٣)
  وبنو الأصفر الملوك ملوك الر ... وم لم يبق منهم مذكور
  وأخو الحضر(٤) إذ بناه وإذ دج ... لة تجبى إليه والخابور(٥)
(١) الأرن: النشيط، يقال أرن يأرن أرنا إذا مرح مرحا فهو أرن.
(٢) الأغاني ٢/ ١١٣ - ١٢٠ باختصار.
(٣) سابور الجنود وهو ابن اردشير، وسابور ذو الأكتاف وهو سابور بن هرمز وكلاهما من ملوك العجم قبل كسرى أنو شروان (معجم البلدان ٢/ ٧٦٨).
(٤) الحضر: اسم مدينة بإزاء تكريت في البرية بينها وبين الموصل والفرات، وهي مبنية بالحجارة المهندمة بيوتها وسقوفها وأبوابها، ويقال كان فيها ستون برجا كبارا، وبين البرج والبرج تسعة أبراج صغار، بإزاء كل برج قصر وإلى جانبه حمام، ومر بها نهر الثرثار، وكان نهرا عظيما. فأما في هذا الزمان فلم يبق من الحضر إلا رسم السور وآثار تدل على عظم وجلالة (معجم البلدان ٢/ ٢٦٧).
أخو الحضر: هو الضيزن بن معاوية بن العبيد السليحي القضاعي: ملك جاهلي، قديم. كان مذكورا بالبأس والمنعة، تخافه أقيال العرب وملوكها. ملك الجزيرة إلى الشام ووالى الروم، وقام الفرس. وأبقى آثارا منها العريسات (بين الكوفة والقادسية) وكانت تسمى «طيزناباذ» محرفة عن «ضيزن آباد» ومعناها بالفارسية «عمارة ضيزن». ويقال: إنه هو باني «الحضر» في الجزيرة قتله فيه سابور ذو الأكتاف. (الاعلام ج ٣ ص ٢١٦). (الاعلام ط ٤/ ٣ / ٢١٦).
(٥) الخابور: اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة. وأصل هذا النهر من العيون التي برأس عين، وينضاف إليه فاضل الهرماس ومدّ، وهو نهر نصيبين، فيصير نهرا كبيرا. يصب في الفرات؛ وفيه من أبيات أخت الوليد بن طريف ترثى أخاها:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنى وسيوف
(معجم البلدان ٢/ ٣٣٤)