نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس

صفحة 503 - الجزء 2

  وتدكّر ربّ الخورنق إذا أش ... رف يوما وللهدى تفكير

  سرّه ماله وكثرة ما يم ... لك والبحر معرضا والسدير

  فارعوى لبّه فقال وما غب ... طة حيّ إلى الممات يصير

  ثم أضحوا كأنهم ورقا جفّ ... فألوت به الصّبا والدّبور⁣(⁣١)

  وهند بنت النعمان التي تزوجها عدي، هي صاحبة الدير المعروف بدير هند بالحيرة لأنّها تنصّرت وترهبت فيه، وعاشت إلى ولاية المغيرة بن شعبة الكوفة لمعاوية، وخطبها وهي عجوز كبيرة ليجمع بين ملك النعمان وابنته، ففطنت له فامتنعت ولها أشعار وحكم.

  وصاحب الخورنق هو النعمان الأكبر بن الشقيقة وهي أمّه وكان سنمار عمّر له الخورنق فألقاه من أعلاه وقصّته مشهورة.

  ثم إن النعمان تنصّر بعد ذلك وهام على وجهه، وإليه لمحت في ترجمة المولى ضياء الدين زيد بن محمد بن الحسن⁣(⁣٢) بقولي: «ولو رآه النعمان لساح وترك الفخر وتزهّد» وفيه استخدام على مذهب ابن مالك بسطته في الحاء.

  وكان سبب تنصّره ما حكاه الأصفهاني في الأغاني: أنه خرج يتصيّد ومعه عدي فمرّ على مقابر الحيرة، فقال له عدي: أبيت اللعن هذه تقول:

  أيّها الركب المخبون ... على الأرض المجدّون

  وكما أنتم كنّا ... وكما نحن تكونون

  فانصرف ودخلته رقّة ثم خرج مرّة أخرى فمرّ بالمقابر فقال عديّ: أبيت اللعن تقول هذه المقابر:

  من رآنا فليحدّث نفسه ... أنه موف على قرني زوال⁣(⁣٣)

  وصروف الدّهر لا يبقى لها ... ولما تأتي به صمّ الجبال

  ربّ ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزّلال

  والأباريق عليها فدم ... وجياد الخيل تردي بالحلال (٤)


(١) الأغاني ٢/ ١٣١ - ١٣٢.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٧٥.

(٣) على قرن زوال: أي على طرف.