[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس
  والأباريق عليها فدم ... وجياد الخيل تردي بالحلال(١)
  عمروا دهرا بعيش حسن ... آمني دهرهم غير عجال
  ثم أضحوا عصف الدّهر بهم ... وكذاك الدهر يودي بالرّجال
  فرجع النعمان وتنصّر وهام على وجهه(٢).
  * * *
  والخضر(٣) المذكور في شعر عدي: قصر بين دجلة والفرات بجبال تكريت، وكان صاحبه الضيزن بن معاوية بن عبيد بن الأحرار بن عمرو بن النخع، وكان ملك تلك الناحية وبلغ ملكه إلى الشام ثم أن سابور ذو الأكتاف جمع له وسار إليه، وأقام على الخضر أربع سنين، وكان للضيزن بنت من أجمل النساء، وكان سابور أجمل أهل زمانه، فرآها ورأته فتعاشقا، ودلّته على عورة من عورات الحصن فهدمها ودخل منها وقتل الضيزن وجميع من في الحصن، وأعرس بالنظيرة بعين التمر، فلم تزل ليلتها تتألم، وكان الفراش من حرير محشوّ بالقزّ فالتمس ما يؤذيها، فإذا ورقة آس قد التصقت بعكنة من عكنها، فسألها بأيّ شيء كان يغذوك أبوك؟ قالت: بالزبد والمخّ وشهد أبكار النّحل وصفو الخمر، فقال: أني لأحدث معرفة منك بأبيك وقد وترتك به وهو الذي غذّاك بما ذكرت، ثم إنه أمر رجلا ركب فرسا وظفر غدائرها بذنبه ثم استركضه فقطعها قطعا، ويعرف الضيزن بالساطرون أيضا.
  وقيل: إن هند بنت النعمان كانت تهوى زرقاء اليمامة، وإنها أوّل امرأة من العرب أحبّت امرأة.
  * * *
(١) الفدام: شيء تشدّه العجم على أفواهها عند السقي، الواحدة فدامة، وأما الفدام فإنه مصفاة الكوز والإبريق ونحوه، وسقاة الأعاجم المجوس إذا سقوا الشرب فدموا أفواههم، فالساقي مفدم، والإبريق الذي يسقى منه الشرب مفدم. (اللسان ج ١٢ ص ٤٥٠) - ردت الخيل رديا ورديانا: أي رجمت الأرض بحوافرها في سيرها وعدوها.
(٢) الأغاني ٢/ ١٢٧ - ١٢٨.
(٣) في الأغاني: «الحضر».