نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس

صفحة 505 - الجزء 2

  الإفتنان، وفيه مع المتانة الجناس الخطّي وهو أحد أصوات المائة المختارة:

  أحبّك يا جنان وأنت منّي ... مكان الروح من جسد الجبان

  ولو أنّي أقول مكان روحي ... خشيت عليك بادرة الزمان

  لإقدامي إذا ما الخيل كرّت ... وخاف كماتها حرّ الطّعان⁣(⁣١)

  وله في الشهب:

  في كلّ يوم أرى بيضاء قد طلعت ... كأنّما أنبتت من ناظر البصر

  لئن قصصتك بالمقراض⁣(⁣٢) عن بصري ... لما قصصتك عن وهمي وعن فكري⁣(⁣٣)

  وقال أبو الفرج: قالت ظبية جارية أبي دلف إني لمعه بالسرادن⁣(⁣٤) وهو جالس يشرب معي عليه ثياب ممسّكة إذ أتاه الصريخ بطروق الشراة إلى عسكره، فلبس الجوشن ومضى فقتل منهم وانصرف في آخر الليل وهو يغني بشعره:

  ليلتي بالسّرادن ... كلّلت بالمحاسن

  بدّلت بالممسّكا ... ت ادّراع الجواشن

  وأسودا عوابسا ... بالظّباء الشّوادن⁣(⁣٥)

  ومدحه أبو الحسن علي بن جبلة العكوك⁣(⁣٦) بأحسن المدائح، منها القصيدة المشهورة التي أوّلها:

  ذاد ورد الغيّ عن صدره ... وانثنى واللّهو من وطره⁣(⁣٧)

  وبسببها قتل المأمون العكوك وأجاز أبو دلف، العكوك عنها بثلاثة آلاف درهم وقيل بمائة ألف.

  ومرّ أبو دلف مرّة مع أخيه معقل في العراق بإمرأتين فقالت إحداهن


(١) الأغاني ٨/ ٢٥٦.

(٢) المقراض: المقص.

(٣) الأغاني ٨/ ٢٥٧.

(٤) السرادن: موضع ببلاد فارس (معجم ما استعجم: سرادن).

(٥) الأغاني ٨/ ٢٥٨.

(٦) مرت ترجمته بهامش سابق.

(٧) الأغاني ٢٠/ ٢١.