[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس
  الخجل، أخذ معنى أبيات العكوك أبو عبادة البحتري(١) فإنه كان استسقى أبا جعفر محمّد بن علي القميّ نبيذا فبعث به غلام جميل فقبّله البحتري، فغضب وعلم إنه سيخبر مولاه فكتب إلى أبي جعفر:
  أبا جعفر كان تخميشنا(٢) ... غلامك إحدى الهبات السّنيّه
  بعثت إلينا بشمس المدام ... تضيء لنا مع شمس البريّه
  فليت الهديّة كان الرّسول ... وليت الرسول يكون الهديّه(٣)
  فوجّه إليه بالغلام مع هدية أخرى فخجل البحتري وانقطع عنه شهرا حياء فعاتبه محمد فكتب إليه البحتري:
  إنّي هجرتك إذ هجرتك حشمة ... لا العود يذهبها ولا الإبداء
  أخجلتني بندى يديك فسوّدت ... ما بيننا تلك اليد البيضاء
  صلة غدت في النّاس وهي قطيعة ... عجبا وبرّا راح وهو جفاء(٤)
  وقال المرزباني: كان قطرب النحوي(٥) يؤدب أولاد أبي دلف، فلما مات كان الحسن بن قطرب يؤدّبهم عوضا عن أبيه، فحضر معه بعض الحروب فوقع
(١) مرت ترجمته بهامش سابق.
(٢) في الأغاني: «تجميشنا»، وجمّشه: لاعبه وغازله.
(٣) الأغاني ٢١/ ٥٢.
(٤) الأغاني ٢١/ ٥٣، كاملة في ديوان البحتري ١/ ٢٠ - ٢٢.
(٥) محمد بن المستنير بن أحمد، أبو علي، الشهير بقطرب: نحوي، عالم بالأدب واللغة، من أهل البصرة. من الموالي توفي سنة ٢٠٦ هـ. كان يرى رأي المعتزلة النظامية. وهو أول من وضع «المثلث» في اللغة. وقطرب لقب دعاه به أستاذه «سيبويه» فلزمه. وكان يؤدب أولاد أبي دلف العجلي. من كتبه «معاني القرآن» و «النوادر» في اللغة، وغيرهما.
ترجمته في: وفيات الأعيان ٤/ ٣١٢ - ٣١٣ وتاريخ بغداد ٣: ٢٩٨ وطبقات النحويين ١٠٦ وبغية الوعاة ١٠٤ ونزهة الألبا ١١٩ وفهرست ابن النديم ٥٢ وشذرات الذهب ٢: ١٥ ومعجم المطبوعات ١٥١٧ وفيه. كما في كشف الظنون ١٥٨٦ ما يوهم أن «المثلثات» التي مطلعها: «يا مولعا بالغضب» هي من نظم قطرب، مع أن ناظمها، وهو سديد الدين المهلبي البهنسي المتوفي سنة ٦٨٥ يقول في ختامها:
«لما رأيت دله ... وهجره ومطله»
«نظمت في وصفي له ... مثلثا لقطرب»
وأنظر Brock. I: ١٠١ (١٠٣)، S. I. ١٦١ وفي فهرست الأمبروزيانة Catalogo dei Manoscriti Arabi رقم الكتاب ٤٧١ «نظم لمحمد بن علي بن زريق في شرح قصيدة المثلثات»، الاعلام ط ٤/ ٧ / ٩٥.