نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[132] أبو دلف، القاسم بن عيسى بن إدريس

صفحة 508 - الجزء 2

  في رأسه سهم فسقط، فحامى عنه أبو دلف وحارب أشدّ حرب حتى استنقذه وحمله إلى مأمنه وهو مغشي عليه، وجمع الأطباء وأمرهم بأخراج السهم فقالوا:

  إن خرج السهم ولم يخالط الدماغ عاش وإن خالطه لم يعش، ففتح الحسن عينيه وقال: إنزعوه فلو كان له دماغ ما حضر هذا الموضع، فقال أبو دلف في ذلك:

  وليشكرن أبو عليّ قطربا ... منّي يد بيضاء غير عقام

  ردّي عليه فتاه بعد توايه ... رهنا بكل مهند فصّام

  في حيث لا تجدي عليه دفاتر ... مرسومة برواقش الأقلام

  لا النحو ينفعه ولا اتقانه ... علم العروض ومذهب النّظام⁣(⁣١)

  وحكى أبو الفرج الأصفهاني عن أحمد بن عبد اللّه بن عمار، قال: كنّا عند أبي العباس المبرد وعنده فتى من ولد أبي البختري وهب بن وهب القاضي⁣(⁣٢)، أمرد حسن الوجه، وفتى من ولد أبي دلف يشبهه في الجمال، فقال المبرد لأبي البختري أعرف لجدّك قصّة في الكرم لم يسبق إليها قال: وما هي؟ قال دعي رجل من أهل الأدب إلى بعض المواضع فسقوه نبيذا غير ما كانوا يشربون منه، فقال:

  نبيذان في مجلس واحد ... لإيثار مثر على مقتر

  فلو كان فعلك ذا في الطعام ... لزمت قياسك في المسكر


(١) معجم الشعراء.

(٢) وهب بن وهب بن كبير بن عبد اللّه بن زمعة، من بني المطلب بن أسد بن عبد العزى، من قريش، أبو البختريّ: قاض، من العلماء بالأخبار والأنساب، متهم بوضع الحديث. ولد ونشأ في المدينة. وانتقل إلى بغداد في خلافة هارون الرشيد، فولاه القضاء بعسكر المهدي (في شرقي بغداد) ثم قضاء المدينة وأضيف إليه حرسها وصلاتها. وعزل، فعاد إلى بغداد، فتوفي فيها سنة ٢٠٠ هـ. وكان جوادا، كثير العطايا للشعراء. وفيه يقول أحدهم، من أبيات:

«لكل أناس من أبيهم ذخيرة ... وذخر بني فهر عقيد الندى وهب»

وصنف كتبا، منها: «فضائل الأنصار» و «نسب ولد إسماعيل» و «الرايات» و «طسم وجديس».

وروى الحديث وكان متهما فيه.

ترجمته في: لسان الميزان ٦: ٢٣١ ونسب قريش ٢٢٢ معجم الأدباء ١٩/ ٢٦٠، العبر للذهبي ١/ ٣٣٤، شذرات الذهب، وفيات الأعيان ٦/ ٣٧ - ٤٢، طبقات ابن سعد ٧/ ٣٣٢ ١/ ٣٦٠، تأريخ بغداد ١٣: ٤٥١ وميزان الاعتدال ٣: ٢٧٨ ورغبة الآمل ٥: ٨٨، ٨٩ ومرآة الجنان ١:

٤٦٣ وفيه ضبط «البختري» بالحروف، بضم الباء والتاء؛ خلافا لما في سائر المصادر، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٢٦.