[133] الإمام المنصور بالله أبو محمد، القاسم
  لهم من ذلك كلّه إلا أكل الحشيشة، ومعاشرة المليح، والرقص وجودة الأكل، فما أحقّهم بما أورد الصفدي في الغيث لبعضهم:
  قد لبس الصوف لترك الصفا ... مشايخ العصر وشرب العصير
  الشكر والشاهد من شأنهم ... شرّ طويل تحت ذيل قصير
  ويظهرون التهتك فإذا سئلوا زعموا أنه هضم للنفس.
  قال المقريزي: أن الشيخ خضر التركماني كان من أكابر من تعتقده ملوك الجراكسة بمصر وكان يكتب علامته إلى الملوك من الشيخ خضر نيّاك الحمار فما بعد هذا؟
  وذكر السيد مطهر في سيرة المنصور باللّه المذكور رسالة في ذكرهم منها:
  ثم إنّا نحذّركم من الفرقة الباطنية الذين يقال لهم صوفية، وذلك أن أصل دينهم من بقيّة أولاد المجوس، لما ضعفت شوكتهم بتقوى الإسلام وأهله، أظهروا الإسلام وابطنوا الكفر حقنا لدمائهم ودينهم قالوا: إن اللّه ربّهم ليس هو إلّا حسان النساء والمردان، وأن لا ربّ لهم ولا للخلق سواها، قاتلهم اللّه ولعنهم، ولذلك، اتخذوا دينهم الغناء بالغزل والعشق، وذكر الرذائل، والعكوف على الملاهي والشبابات، وإذا خافوا على نفوسهم خلطوا تلك الملاهي بالتهليل ومولد النبي ÷ ليلبسوا على الجهال ويدخلوا من استطاعوا في دينهم، فالواجب على المسلمين استباحة دمائهم وأموالهم لأنّهم كفّار مشركون، بل شركهم أعظم وأكثر لأن المشركين الذين كان رسول اللّه ÷ يجاهدهم يقرّون باللّه، ويجعلون له شركاء وهي الأصنام، وهؤلاء لم يجعلوا إلههم إلّا الحسان من النساء والمردان ولا يعرفون لهم ربّا غير ذلك، قاتلهم اللّه، فمن أجارهم فهو كافر لأن من فعل ذلك فقد أعان على هدم الإسلام، ومن أعان على هدم الإسلام فهو كافر.
  وله أشعار كثيرة فمنها:
  يا ذا المريد لنفسه تثبيتا ... ولدينه عند الإله ثبوتا
  أسلك طريقة آل أحمد واسألن ... سفن النجا أن يسألوا ياقوتا(١)
  لا تعدلن بآل أحمد غيرهم ... وهل الحصاة تشاكل الياقوتا
(١) في هامش ب: «ياقوت: هذا شيخ حبشي منهم مدفون بعدن».