[133] الإمام المنصور بالله أبو محمد، القاسم
  ومنها: عند ذكر غلاة المتصوفة:
  ماذا يغرّك والحلول مقالهم ... قد أثبتوا اللاهوت والناسوتا
  فاهجر هديت مقالهم وفعالهم ... ومقال من ضاهاهم وبقيتا
  وله من قصيدة يجيب بها السيد عبد اللّه بن علي المؤيدي وكان ذمّ الإمام المنصور بشعر وادّعى الإمامة ولم يجب:
  إن كنت تبغي هدم دين محمد ... فأنا المريد أقيمه بدعائم
  أو كنت تخبط في غيابة بدعة ... فأنا المزيل ظلامها بعزائم
  لولا اشتغالي بالحروب وأهلها ... لوجدت نفسك لقمة للّاقم
  قوله «وأهلها» في غاية اللطف وهكذا «اللاقم» بالتعريف.
  وذكر السيّد مطهر غريبة اتّفقت وكرامة للإمام وهي: إن الأمير أحمد بن محمد بن شمس الدين صاحب كوكبان وأهله كانوا من أتباع الروم في حرب الإمام المنصور وعداوته، وفي بعض تلك الحروب صعد الأمير سنان إلى كوكبان ضيفا للأمير أحمد بن محمد ومعه عدّة من الأمراء، والمنصور قد انهزم إلى مشارق إلى اليمن، فأخرج الأمير أحمد في بعض الضيّافة مضحكا له اسمه «زفاجر»، وألبسوه قميصا أسود وعمّموه بثياب كثيرة، وجعلوا على رأسه عودا كبيرا كأنه سواك يهزؤون بالمنصور، وأخرج الروم مضحكا مصريّا فعل أعظم من ذلك، لكن بغير ما يتعلق بالإمام، فاحتال مضحك كوكبان على المصري حتى جنى عليه فرأوا في وجه سنان وأتباعه الكراهة، فأرادوا إتحافهم بما يهوّن عليهم، فأمروا لأسد هائل من أسدين مع الأمير أحمد بأن يخرج إلى الميدان بحيث يراه سنان، ثم قال المضحكون بالأصوات المرتفعة: خرج سنان، وعظّموا القول حتى ذهب عن سنان ما به.
  ثم أخرجوا ثورا ليس بالكبير، كان لامرأة من جبل تيس يهبوه عليها، فلما وصل إلى الميدان صاحوا جميعا: هذا الإمام قاسم، فتطاولت إليه الأعناق وازدحم الناس للنظر إلى هذه المضحكة، فلما عاين ذلك الثور الأسد قصده فجمع الأسد نفسه ليثب إلى الثور فسبقه الثور بالوثبة ووضع قرنيه في صدر الأسد فألقاه على قفاه، ثمّ داس بطنه وخصيتيه حتى سلح الأسد شيئا كثيرا وولى هاربا، والثور في أثره، والغوغاء يصيحون، وكانت كرامة عظمى أظهرها اللّه في هذا