نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[133] الإمام المنصور بالله أبو محمد، القاسم

صفحة 516 - الجزء 2

  المكان الذي اجتمع فيه أهل الضلال، وانتشرت هذه الكرامة في الآفاق، وتحدّث بها الرفاق، وقام أولئك الأشرار من مجلسهم الخبيث، ونسوا مع هذه الكرامة كل حديث.

  وأشار الفاضل أحمد بن محمد الشرفي إلى هذه العجيبة في أبيات له عدّد فيها مناقب الإمام بقوله:

  كالجمع ولّوا بلا حرب وفتيتهم ... والأسد مذعورة ولّت من البقر

  وأمّا سنان هذا فكان غافلا عن الحلال والحرام شجاعا، وأباح بسبب الإمام الفقهاء عامة ومن يتسمّى بالفقيه، وكان يعاقب بسلخ جلد الإنسان وهو حيّ.

  وقال السيد مطهّر: حدثني من سمعه وقد وقد شكى إليه غلام أمرد من أهل السوق إن بعض العسكر فسق به، فأمر سنان بذلك الجندي أن يضرب، وقال:

  اضربوه وأكثروا فكيف يغصب هذا المسكين غصبا؟ ثم قال: يا كذا إعطه دراهم فإن قبل وإلّا زدت حتى يرضى.

  وقال: إن الوزير حسن باشا كان يعظّم أحد الأغوات، وينزّله منزلة الوزير، فسئل عن ذلك، فقال: أنتم ما تعرفون من حق هذا الرجل ما أعرف، هذا خصى لمولانا السلطان أربعمائة مملوك لم يمت منهم إلّا ثمانون فقط بخلاف غيره، فإنهم إذا خصوا الخصيان يموت منهم النصف وأكثر، فهذا مبارك مسعود.

  وقال: إن بعض العسكر العرب ممّن خدم الروم وسافر إلى الشام عدد مناقبه لبعض الأمراء وقال: أنتم تقصّرون في حقّي وقد خرج من تحتي خمسة وثلاثون ولدا وصاروا في دفتر السلطان.

  قال: وحكى السيد المطهر بن مهدي الأنسي: أن خاله السيد علي بن مهدي السدمي كان مع دولة كوكبان قبل قيام الإمام المنصور من جملة فرسانهم وكنت معه، فأرسلونا مددا إلى القبّتين ثم استدعونا إلى كوكبان، فمررنا على الوزير بصنعاء فأرسل لضيافتنا، والسمره عند أغا من خواصه اسمه علي فايق باشا، فجرى ذكر الهاتف المذكور أولا، فقال فايق باشا: أن الباشا صعد إلى أعلى القصر بنفسه فسمعه وهو ينادي كما تقدم، فبكى الباشا وضرب صدره وقال: نعم واللّه إمام ولكن أيش أقول للسلطنة؟ فلمّا تفرقنا قلت لخالي أنا وولداه: هل تطلب شهادة أكبر من شهادة الخصم، لا نجتمع نحن وأنت مع