[3] الإمام أبو الحسن، إبراهيم بن عبد الله
  حديثا طويلا أيام جولانه في البلاد خوفا من بني أمية، ثم صار ناصبيا وقد ضربه بعض آل المهلب بالسياط في البصرة بسبب أنه ضمن بعض الأعمال بمال أنكر عليه.
  وذكر بعض العلماء: إن حفص بن عنتر كتب إلى المنصور يخبره أنه وجد على جدار ببلاد الهند مكتوبا: يقول علي بن محمد بن الحسن بن الحسين(١) بن علي بن أبي طالب # أتيت إلى هذا الموضع بعد أن مشيت حتى انتعلت الدم، وقد قلت [من الطويل]:
  عسى منهل يصفو فيروي ظمأة ... أطال صداها المنهل المتكدر
  عسى بالجنوب العاديات ستكتسي ... وبالمستذلّ المستضام سينصر
  عسى جابر العظم الكسير بلطفه ... سيرتاح للعظم الكسير فيجبر
  عسى صورا أمسى لها الجور واقيا ... سيتبعها عدل يحيى فينشر
  عسى اللّه لا تيأس من اللّه إنّه ... يسير عليه ما يعزّ ويعسر(٢)
  فكتب إليه المنصور: قرأت كتابك والشعر، وأنا وعلي وأهله كما قال الشاعر:
  نحاول إذلال العزيز لأنه ... بدانا بظلم واستمرت مرايره
  وإن بلغك لعلي خبر فاعطه الأمان وأحسن إليه.
  وله شعر رثى فيه عمرو بن عبيد الخارجي، وله في آخر وصيته إلى المهدي:
  المرء يأمل أن يعي ... ش وطول عيش قد يضرّه
  تفنى بشاشته ويب ... قى بعد حلو العيش مرّه
  وتخونه الأيام حت ... ى لا يرى شيئا يسرّه
  كم شامت بي أن هلك ... ت وقائل للّه درّه
  ومن خبره الظريف: أنه وجّه قائدا اسمه سليمان بن ربيعة الباهلي إلى
(١) تكملة النسب: الحسين الأصغر - هذا - بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب #، أنظر:
سر السلسلة العلوية / ٧٥.
(٢) أمالي المفيد ١٨٤ للإمام علي، الفرج بعد الشدّة ١/ ٢١٧ بلا عزو، نثر النظم ٧٠ - ٧١ بلا عزو، أنوار العقول قطعة رقم ١٥٥ للإمام علي.