نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[136] أبو عمرو قيس بن عمرو بن مالك بن حرب بن

صفحة 531 - الجزء 2

  نعم الفتى أنت لولا أن بينكما ... كما تفاضل ضوء الشمس والقمر

  ولا أخالك إلّا لست منتهيا ... حتى يمينك من أظفاره ظفر

  لا تحمدن امرءا حتى تجرّ به ... ولا تذمّنّ من لم يبله الخبر

  إنّي امرؤ قلّ ما أثنى على أحد ... حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر

  وإن طوى معشر عنّي عداوتهم ... في الصدر أو كان في أبصارهم خزر

  أجمعت عزما جراميزي بقافية ... لا يبرح الدهر منها فيهم أثر⁣(⁣١)

  ولم يزل معاوية يعيد بيت النجاشي فيه، فمنه ما ذكر أبو الفرج في كتاب الأغاني: أن معاوية عزل مروان بن الحكم عن ولاية الحجاز فوجّه أخاه عبد الرحمن بن الحكم أمامه وقال: إلق معاوية أمامي فعاتبه واستصلحه، وقيل: بل قال عبد الرحمن: لأخيه أقم حتى أدخل على الرجل قبلك فإن كان عزلك عن غير موجده دخلت إليه مع الناس وإلّا دخلت إليه وحدك، فلمّا قدم إليه دخل وهو يغشى الناس، فأنشده:

  أتتك العيس تنفخ في براها ... تكشّف عن مناكبها القطوع

  بأبيض من أميّة مصرحيّ ... كأن جبينه سيف صنيع

  فقال له معاوية أزائرا جئت أم مفاخرا أم مكاثرا؟. قال: أي ذلك شئت، قال معاوية: ما أنت من ذلك شيئا وأراد أن يقطعه عن كلامه، فقال له: على أيّ الظهر جئتنا؟ قال: على فرس، قال: وما صفته؟ قال أجش هزيم يعرّض له بيت النجاشي، فغضب معاوية وقال: أما أنه لا يركبه صاحبه في الظلم إلى الريب، ولا هو ممّن يتسوّر على جاراته، ولا يتوثب على كنّاته بعد هجعة الناس، وكان عبد الرحمن يتهم بذلك في أمّ أخيه فخجل عبد الرحمن وقال: ما حملك على عزل ابن عمّك؟ الجناية أوجبت سخطا، أم لرأي رأيته وتدبيرا إستصلحته؟ قال:

  بل لرأي رأيته، قال: لا بأس وخرج، فلقي مروان فأخبره بما جرى فاستشاط غيضا، وقال لعبد الرحمن قبحك اللّه ما أضعفك أعرضت للرجل بما أغضبه حتى إذا انتصر منك أحجمت عنه.

  ثم دخل على معاوية فقال حين رآه وتبيّن الغضب في وجهه: مرحبا بأبي


(١) وقعة صفين ٤٢٤، العقد الفريد ٢/ ٢٩٤، شرح نهج البلاغة ٨/ ٤٨ - ٤٩، شعر النجاشي ١٢٣.