[137] أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن
  واشتهر بكثير عزّة وهي معشوقته(١)، وكان يقول بغيبة أبي القاسم محمد بن الحنفية وشعره الموعود به في أوّل الكتاب هو:
  ألا إنّ الأئمّة من قريش ... ولاة الحقّ أربعة سواء
  عليّ والثّلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء(٢)
  فسبط سبط إيمان وحلم ... وسبط غيّبته كربلاء(٣)
  وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللّواء(٤)
  تراه مخيما بجبال رضوى ... مقيما عنده عسل وماء(٥)
  وعن طلحة بن عبيد اللّه بن معمر قال: ما رأيت قط أحمق من كثيّر، دخلت عليه أعوده مع نفر وهو مريض وكنّا كثيرا ما نهزأ به، فقلت له: كيف نجدك يا أبا صخر؟ قال: إجدني ذاهبا قلت: كلّا، قال: هل سمعتم الناس يقولون شيئا؟
  قلت: نعم يتحدثون إنك الدجّال، قال: أما إذا قلت ذلك فإنّي أجد في عيني هذه ضعفا منذ أيام.
(١) عزة بنت حميل (بالحاء، مصغرا) بن حفص بن إياس الحاجبية الغفارية الضمرية: صاحبة الأخبار مع «كثير» الشاعر، كانت غزيرة الأدب، رقيقة الحديث، من أهل المدينة. انتقلت إلى مصر، في أيام عبد الملك بن مروان، فأمر بإدخالها على حرمه ليتعلمن من أدبها. يقال: إنها دخلت على أم البنين (أخت عمر بن عبد العزيز، وزوجة الوليد بن عبد الملك) فقالت لها أم البنين: أرأيت قول كثير:
«قضى كل ذي دين فوفّى غريمه ... وعزة ممطول معنّى غريمها»
ما كان ذلك الدين؟ قالت وعدته قبلة وخرجت منها. فقالت أم البنين: إنجزيها وعليّ إثمها! وماتت بمصر سنة ٨٥ هـ في أيام عبد العزيز بن مروان.
ترجمتها في: سمط اللآلي ٦٩٨، وفيات الأعيان: ضمن ترجمة كثير ٤/ ١٠٦ - ١١٣، التاج ٧/ ٢٩٠ في مادة «حمل»، الاعلام ط ٤/ ٤ / ٢٢٩ - ٢٣٠.
(٢) الثلاثة يعني بهم: محمد بن الحنفية والحسن والحسين.
(٣) يعني بسبط الايمان الحسن بن علي، والسبط الذي غيبّته كربلاء الحسين بن علي، وقد قتل في كربلاء بالعراق.
(٤) السبط الذي لا تراه العين، أو لا يذوق الموت هو محمد بن الحنفية.
(٥) الأغاني ٧/ ٢٣٨ - ٢٣٩، وفيه أنها للسيد الحميري، عيون الأخبار ٢/ ٤٤، الشعر والشعراء ٤٢٣، الأغاني ٩/ ٢٠ وفيه أنها لكثير، مروج الذهب ٣/ ٨٧، الحور العين ١٥٨، زهر الآداب ٣٥٣، الفرق للقمي ٢٨ - ٢٩، الفرق بين الفرق للبغدادي ٤١، وفيات الأعيان ٣/ ٢١٦ الوافي بالوفيات ٣/ ٢١٦، وفي هذه المصادر نسبت بعضها الأبيات للسيد الحميري وأخرى لكثيّر. ديوانه ٥٢١.