نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[137] أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن

صفحة 541 - الجزء 2

  وقال أبو عليّ القالي في أماليه، قيل لكثيّر أنت أشعر أم جميل؟ قال: بل أنا، فقيل له: إنّما أنت راوية جميل، قال: وكيف وجميل الذي يقول:

  رمى اللّه في عيني بثينة بالقذى ... وفي العزّ من أنيابها بالفوادح⁣(⁣١)

  وأنا الذي أقول:

  هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلّت⁣(⁣٢)

  وو اللّه ما قاربت إلّا تباعدت ... بصرم ولا أكثرت إلّا أقلّت

  فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا ... وحقّت لها العتبى لدينا وقلّت⁣(⁣٣)

  وإن تكن الأخرى فإنّ وراءنا ... منادح لو سارت بها العيس كلّت⁣(⁣٤)

  أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقليّة إن تقلّت⁣(⁣٥)

  ولكن أنيلي واذكري من مودّة ... لنا خلّة كانت لديكم فضلّت⁣(⁣٦)

  وإنّي وإن صدّت لمثن وصادق ... عليها بما كانت إلينا أزلّت⁣(⁣٧)

  فما أنا بالدّاعي لعزّة بالردى ... ولا شامت إن نعل عزّة زلّت⁣(⁣٨)


(١) ديوان جميل بثينة.

(٢) هنيئا مريئا قدر فيه النصب: «ثبت لك هنيئا» فيكون منصوبا على الحال، ويجوز أن تقدر تعيش عيشا هنيئا فيكون صفة لمصدر محذوف. مخامر: مخالط. والعبارة هنيئا مريئا لعزة ما استحلته من أعراضنا - إلا أن يكون داء مخامرا - (أنظر الخزانة ٣: ٩٤ والسمط: ٧٣٥).

(٣) العتبى: الرضى؛ قال أبو علي: والعتبى الاعتاب، يقال عاتبني فأعتبته إذا نزعت عما عاتبك عليه، وقلت: أي هو يستقل الرضى في جانبها.

(٤) الأخرى: ما عدا العتبى؛ والمنادح: المفاوز والسباسب، مفرده مندوحة وهي الأرض الواسعة البعيدة، وورد: مناوح ولا أراه إلا تصحيفا؛ والعيس: الإبل البيض؛ كلت: أعيت وتعبت من السير.

(٥) اسيئي بنا: قال ابن سيده (المحكم ٣: ١٤٤): لفظه لفظ الأمر ومعناه الشرط، لأنه لم يأمرها بالإساءة ولكن أعلمها أنها إن أساءت أو أحسنت فهو على عهدها ... ومعنى قوله أسيئي بنا:

قولي ما أسوأه، ما أقبحه، أو قولي ما أحسنه، وفي البيت التفات من الخطاب أي الغيبة في (تقلت)؛ وأصله «تقليت» وفي رواية «وأسماء لا مشنوعة بملالة».

(٦) الخلة: المودة والصداقة؛ فضلت: نسيت ومطلت، ومن رواه فطلت فمعناه هدرت وذهبت باطلا.

(٧) أزل إليه نعمة: أسداها؛ وقال أبو علي: أزلت: اصطنعت؛ قال الجواليقي في شرح البيت:

يقول: أنا معترف بما أحسنت إليّ واصطنعته عندي من الجميل لا أكفره وإن أعرضت عني وهجرتني؛ وقد اعترض الشرط بين اسم إن وخبرها فسد مسدّ الجواب.

(٨) زلّت به النعل: كناية عن العثار والخطأ؛ والردى: الهلاك، ومعناه المرض الدخيل أو السل.