نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[139] أبو إبراهيم، مالك بن الحارث بن عبد يغوث

صفحة 13 - الجزء 3

  إن تكونوا قتلتم النفر البي ... ض وغالت أولئك الآجال

  فلنا مثلهم غداة التلاقي ... وقليل من مثلهم أبدال

  يخضبون الوشيح طعنا إذا ما ... سحب الموت بينهم أذيال⁣(⁣١)

  فلما انتهى إلى معاوية شعر الأشتر قال: شعر منكر من شاعر منكر، رأس أهل العراق وعظيمهم وشعار حريمهم، وأقول في آخرها قد رأيت أن أعاود عليا وأسأله إقراري على الشام فقد كنت كتبت إليه فلم يجب ولأكتبنّ ثانية فألقى في نفسه الشكّ والرقة فكتب كتابه المشهور الذي أوّله:

  أمّا بعد: فلو علمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت، وهو مشهور في نهج البلاغة⁣(⁣٢).

  وتوفي الأشتر سنة تسع وثلاثين من الهجرة في طريق مصر، وذلك أن أمير المؤمنين عليا # ولّى محمد بن أبي بكر⁣(⁣٣) مصر وعزل عنها قيس بن سعد ابن عبادة⁣(⁣٤)، وكان قيس مشهورا بالشجاعة والسياسة وكان معاوية بن حديج


(١) وقعة صفين ط ١/ ٥٣٥ - ٥٣٧، شرح نهج البلاغة ١٥/ ١٢١، شعره / القطعة ٢٢.

(٢) شرح نهج البلاغة ١٥/ ١٢٢ - ١٢٣، وقعة صفين ط ١/ ٥٣٧ - ٥٣٨.

(٣) محمد بن أبي بكر بن عثمان بن عامر التيمي القرشي: أمير مصر، وابن الخليفة الأول أبي بكر الصديق. كان يدعى «عابد قريش» ولد بين المدينة ومكة، في حجة الوداع سنة ١٠ هـ. ونشأ بالمدينة، في حجر علي بن أبي طالب (وكان قد تزوج أمه أسماء بنت عميس بعد وفاة أبيه) وشهد مع عليّ وقعتي الجمل وصفين. وولاه عليّ إمارة مصر، بعد موت «الأشتر» فدخلها سنة ٣٧ هـ، ولما اتفق علي ومعاوية على تحكيم الحكمين فات عليا أن يشترط على معاوية أن لا يقاتل أهل مصر. وانصرف عليّ يريد العراق، فبعث معاوية عمرو بن العاص بجيش من أهل الشام من مصر، فدخلها حربا، بعد معارك شديدة، واختفى ابن أبي بكر، فعرف «معاوية بن حديج» مكانه، فقبض عليه وقتله وأحرقه سنة ٣٨ هـ، لمشاركته في مقتل عثمان بن عفان، وقيل: لم يحرق.

ودفنت جثته مع رأسه في مسجد يعرف بمسجد «زمام» خارج مدينة الفسطاط. قال ابن سعيد:

وقد زرت قبره في الفسطاط. ومدة ولايته خمسة أشهر.

ترجمته في: الولاة والقضاة ٢٦ - ٣١ وابن الأثير ٣: ١٤٠ والطبري ٦: ٥٣ والمغرب في حلى المغرب، الجزء الأول من القسم الخاص بمصر ٦٩ وابن إياس ١: ٢٦، الاعلام ط ٤/ ٦ / ٢١٩ - ٢٢٠.

(٤) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي المدني: وال، صحابي، من دهاة العرب، ذوي الرأي والمكيدة في الحرب، والنجدة وأحد الأجواد المشهورين. كان شريف قومه غير مدافع، ومن بيت سيادتهم وكان يحمل راية الأنصار مع النبي ÷ ويلي أموره، وفي البخاري أنه =