نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[4] أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة

صفحة 119 - الجزء 1

  ألا إنما ليلى عصا خيزرانة ... إذا لمسوها بالأكفّ تلين

  فقال: واللّه لقد أساء حيث جعلها عصا، ولو زعم أنها مخ⁣(⁣١) بعد ما ذكر العصا ألا قال كما قلت:

  وحوراء المدامع من معدّ ... كأنّ حديثها قطع الجمان

  إذا قامت لحاجتها تثنّت ... كأن عظامها من خيزران

  قلت: ولا يخلو بشّار عند ذكر العظام من مناقشة.

  ومن الغزل الحرّ والشعر السحر قول المهاجر بن خالد بن الوليد:

  إذا حجبت لم يكفك البدر وجهها ... وتكفيك فقد البدر أن حجب البدر

  وحسبك من خمر يفوتك ريقها ... وو اللّه ما من ريقها حسبك الخمر

  ومن الاحتراس الملوكي ما ذكر أن الرشيد أخذ طبقا من خيزران وقال لولده المأمون: ما هذا يا عبد اللّه، قال: عروق الرماح يا أمير المؤمنين، ولم يقل خيزران، لأن أم الرشيد أمة اسمها خيزران، فتأدّب معه، فضّمه الرشيد وقال: لحى اللّه من لا مني.

  وقال أبو الفرج: أنشد ابن هرمة المنصور شعرا له فيه، فاستحسنه وأمر له بعشرة آلاف درهم، فقال: لا تقع هذه مني، قال: ويحك إنّها كثيرة، فقال: فإنّها تكون سبب قتلي، قال: وكيف؟ قال: لا أزال أشرب منها فأحدّ حتى اتلف، فإن أردت أن تهنيني فامج لي الشراب فإني به مغرم، قال: ويحك إنه حدّ من حدود اللّه، قال: فاحتل لي، فكتب إلى والي المدينة: من أتاك بابن هرمة سكران فاضربه مائة سوط واضرب ابن هرمة ثمانين، فجعل العباس إذا مرّ به سكران يقول: من يشتري ثمانين بمائة⁣(⁣٢).

  وقيل إن أبا محمد الحسن بن زيد بن الحسن لما تولّى المدينة لأبي جعفر، دخل عليه ابن هرمة فقال له: إني لست كمن باع لك دينه، ورجا شعرك، فقد رزقني اللّه بولادة نبيه ÷. الممادح، وجنبني المقابح، وإن من حقه أن لا أغضي


(١) هكذا في الأصل.

(٢) الأغاني ٤/ ٣٦٨ - ٣٦٩.