نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[140] القاضي أبو علي المحسن بن أبي القاسم علي

صفحة 22 - الجزء 3

  فقالت له: إنا قد تفلنا⁣(⁣١) فاحتل لنا في طيب قال: نعم، أنا آتي سوق الجحفة وكانوا بها فآتيكن بطيب، فاكترى حمارا وطار عليه إلى مكّة، وهو يقول:

  أنا باللّه ذي العز ... وبالركن وبالصخره

  من اللائي يردن الطيب ... في اليسر وفي العسرة

  وما أقوى على هذا ... ولو كنت على البصرة

  ثم لقيته صاحبته فعتبته إلى أن قالت: بحق البيت أتحبّني؟ قال: نعم، وأنت كذلك؟ قالت: نعم، قال: لك الخير أنت تحبيني وأنا أحبك فما مدخل الدراهم بيننا.

  قال: وأصابت الدارمي قرحة في صدره فدخل عليه صديق له وهو ينفث نفثا أخضر، فقال له: أبشر قد أخضرّت القرحة وعوفيت، فقال: واللّه لو نفثت كل ذمردّة في الدنيا ما أقلت منها.

  وكانت وفاة القاضي أبي علي التنوخي ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربعة وثمانين وثلاثمائة، ¦ بالبصرة.

  والمحّسن بتشديد [الحاء و] المهملتين السين مع كسر السين.

  وولده أبو القاسم علي بن المحسن⁣(⁣٢).

  كان فاضلا شاعرا أديبا كأبيه وجدّه، وأخذ اللغة عن أبي العلاء المعري، وروى شعرا كثيرا وتولّى القضاء بعدّة بلاد منها المدائن وأعمالها وغير ذلك.

  وعدّد الخطيب في تاريخ بغداد مشائخه، وذكر: أنه كتب عنه الحديث وقال إنه ولد في نصف شعبان سنة خمس وستين وثلاثمائة بالبصرة، توفي في يوم الأحد مستهل المحرم وقيل ليلة الاثنين ثاني المحرم سنة سبع وأربعين وأربعمائة ¦، ودفن بدرب الميل.

  وكتب إليه أبو العلاء المعرّي القصيدة التائية المشهورة⁣(⁣٣) ومن الطيب ذكر بعضها فإنها من المحاسن:


(١) كذا في الأصل.

(٢) ترجمته في: تأريخ بغداد ١٢ - ١١٥، وفيات الأعيان ٤/ ١٦٢.

(٣) تاريخ بغداد ١٢/ ١١٥، وفيات الأعيان ٤/ ١٦٢.