نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[142] أبو القاسم ويلقب أيضا أبا الحسن محمد بن

صفحة 37 - الجزء 3

  هدى واعتصاما قبل تطمس أوجه ... تشوه بلعن اللّاعنين وتمسخ⁣(⁣١)

  معزّ الهدى للّه حوض شفاعة ... تسلسل تحت العرش ريّا وينقخ⁣(⁣٢)

  سقيت فلا لبّ اللبيب معطّش ... لديلك ولا كافورة العهد تسبخ

  مبين بعقد التاج ما أنت بالغ ... وميقات ملك الخافقين المؤرّخ

  وأين بثغر عنك يبغى سداده ... وخيلك في طلحية الكرخ تكرخ⁣(⁣٣)

  وقد عجمت هند الملوك وسندها ... ليال تركن الفيل كالبكر يقلخ⁣(⁣٤)

  وهي طويلة قليلة اللاحق ولا أعلم في منهجها لمتقدمي المشارقة قصيدة إلا للطغرائي وفيها دلالة على إحاطته بغريب اللغة. وبنو أميّة الذين يشير إليهم هم أولاد الداخل ملوك قرطبة.

  وكان المعز وسلفه أزالوا ملكهم هناك.

  قال ابن خلكان بعد أن أورد له النونية: وديوانه من أحسن الدواوين لولا ما فيه من الإفراط بالمدح المفضي إلى الكفر، وهو أشعر المغاربة، وليس فيهم من يشبهه لا من متقدميهم ولا متأخريهم، بل هو أشعر على الإطلاق، وهو عندهم كالمتنبي عند المشارقة، وكانا متعاصرين وكان المعرّي إذا سمع شعر ابن هاني يقول: ما يشبهه إلا برحا تطحن قرونا، لأجل القعقعة التي في ألفاظه ويزعم أن لا طائل تحتها، ويحمله على ذلك فرط تعصّبه للمتنبّي⁣(⁣٥).

  قلت: لعلّ ابن خلكان أشار بالغلو في شعر ابن هاني إلى قوله في مطلع [من الكامل]:

  ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهّار⁣(⁣٦)


(١) تطمس: تدرس وتمحي. تشوه: تتشوه، تمسخ، من المسخ: التحويل من صورة إلى صورة أقبح منها.

(٢) ينقخ: يكسر العطش.

(٣) الثغر: المكان الذي يخشى هجوم العدو منه، الكرخ: محلة في بغداد، ولعله أراد بالكرخية الطرق. تكرخ: تساق.

(٤) عجمت: خبرت، الليالي: أراد بها المصائب، البكر: الفتي من الإبل، يقلخ: يهدر.

كاملة في ديوانه ٣٦ - ٤٠، ديوانه دار صادر ٨٢ - ٨٨.

(٥) وفيات الأعيان ٤/ ٤٢٤.

(٦) كاملة في ديوانه ٨٨ - ٩٢، ديوانه ط دار صادر ١٤٦ - ١٥٢.